Newton: Gabatarwa Ta Gajeruwa
نيوتن: مقدمة قصيرة جدا
Nau'ikan
بعد افتتاحية الختم السابع مباشرة تنشق الأرض عن وحش له قرنان، حسبما ورد في سفر الرؤيا، بينما يتحدث كتنين، مما دفع البشر جميعا إلى نقش الاسم الدال على رقم الوحش (666) على جباههم. وقد تم تجسيد الأتقياء في سفر الرؤيا من خلال المصطفين ال 144 ألفا الذين تلقوا ختم الرب، والذين حماهم أحد الملائكة. ثمة رمز آخر جسد الحمل (المسيح) يقف على جبل صهيون مع المصطفين، الذين نقش على جباههم اسم الله. فأطلق التنين سيلا جاريا من الماء من فمه (والذي افترض نيوتن أنه يقصد به جحافل من الفاسدين غالبا ما كانت تجسد من خلال البحر)، فيما كانت المرأة المضطهدة (الكنيسة الحقيقية) الآن تحاول الهروب إلى البرية، وهو الأمر الذي ساعدتها فيه «الأرض»، أي الأتقياء. بعد فترة قصيرة، اتجه معظم المفسرين إلى رمز صوت الأبواق السبعة، والتي أعلنت ظهور دين وحش ذي عشرة قرون (وهو شكل جديد وأكثر بشاعة من التنين)، برز من البحر. وعن طريق المعجزات الزائفة، يغري الوحش ذو القرنين الناس إلى عبادة الوحش ذي العشرة قرون، ومن ثم إقامة دين جديد على الأرض،؛ وقد أدرك معظم البروتستانت أن هذا يشير بوضوح إلى ظهور المذهب الكاثوليكي الروماني.
وبينما استوعب معظم المفسرين البروتستانت رمزا آخر لصب سبعة جامات مملوءة من غضب الله على التابعين الوثنيين للوحش للإشارة إلى تاريخ حركة الإصلاح البروتستانتي، قام نيوتن ب «المزامنة» بين كل جامة وبوق «متوافقين»، وبعدها قام بمجانسة ذلك مع رمز الرعود السبعة. وذهب إلى أن هذه الرعود قد أضيفت حتى تجسد «الفترات الفاصلة» بين الجامات السبعة، والأبواق السبعة، والرعود السبعة نفس لغز الاسم الدال على رقم الوحش (666). وهكذا قدم كل جامة وبوق متصلين رقميا وصفين مختلفين لفترة معينة، وكل رمز يثري الصورة التي يقدمها الآخر. وعن طريق عدم تخصيص مكانة خاصة للجامات باعتبارها وصفا خاصا لتجارب البروتستانتية، أشار نيوتن بوضوح إلى أن الإصلاح قد قلل بالكاد من النفوذ المتنامي للإمبراطورية الوحشية.
عند إطلاق البوق الخامس، نمت قوة الوحش بشكل مذهل، وشن حربا على «بقايا» نسل السيدة. كانت هذه اللحظة النبوئية في نظر معظم المفسرين البروتستانت - ولم يكن نيوتن استثناء - إيذانا بفترة طويلة تجسدت من خلال مجموعة من أكثر الصور والرموز المجازية حيوية يمكن أن تجدها في سفر الرؤيا. كانت هذه هي فترة حكم رجل الخطيئة - أو المسيح الدجال - الذي ورد ذكره في سفر الرؤيا بوصفه النبي الكذاب أو الوحش ذي القرنين، والذي سيتحول إلى عاهرة بابل. وبحسب وصف نيوتن للوحش ذي القرنين: «إن كونه دولة دينية مسيحية وثنية يجعل منه بحكم الطبيعة عاهرة بأدق معاني الكلمة، وليس لدينا سبب لافتراض وجود أكثر من عاهرة بابل واحدة.» استمرت هذه الفترة، حتى نهاية الختم السادس، (في سفر الرؤيا) لمدة 1260 يوما، احتجزت خلالها السيدة، التي استقرت الآن داخل البرية بشكل تام، في مكانها من جانب الوحش، الذي يشن حربا على القديسين والشهداء ويذبحهم، بينما ملوك العالم يمارسون الفجور مع العاهرة ويعبدونها.
شكل 6-1: عاهرة بابل، كما رسمها ألبريشت دورر، 1498.
1
ووفقا لنيوتن، كان البوق السادس (الذي هو بالنسبة له الجامة السادسة)، يشير إلى فترة، هي فترة الضيقة العظمى، حين تبلغ الردة ذروتها. فتبشر كل أمة بالإنجيل ويقدم ما تبقى من الأتقياء والصالحين الشكر لله. أما البوق والجامة الأخيران، فيصفان وصول العديد من الناس من مختلف الأمم يحملون سعف النخل؛ فيقوم حمل الله بإطعامهم وإرسالهم إلى مياه الحياة، بينما يمسح الرب الدموع من أعينهم. ويلتئم شمل الحمل وزوجته المرتقبة، وهو صورة اصطلح على فهمها بوصفه رمزا لالتئام شمل المسيح مع القديسين والشهداء.
النبوءة كتاريخ
استغرق نيوتن ومعاصروه البروتستانت المتشددون في هذه الرموز النبوئية وغيرها، وكانت في حد ذاتها منطقية وذات معنى لمثل هؤلاء الأفراد. غير أنه في إطار الشرح والتفسير الكامل لها، فقد كانت لا تزال بحاجة «لتطبيقها» على أحداث تاريخية. وقد أعقب نيوتن تعريفاته بتحليل لتاريخ الكنيسة تمت صياغته في شكل «افتراضات» أو «آراء»، وهو شكل يعيد إلى الأذهان صيغة إحدى الأطروحات الرياضية. فأشار الختم الخامس - على سبيل المثال - إلى فترة كان الإمبراطور دقلديانوس يضطهد فيها المسيحيين ويذبحهم في بداية القرن الرابع بعد الميلاد. وأعلن عن مجيء الإمبراطور قسطنطين في الختم التالي، وهي فترة أصبحت فيها المسيحية هي دين الدولة عن طريق تخفيف عقائدها ليستسيغها الوثنيون (حسب اعتقاد نيوتن). وعند وفاة قسطنطين في عام 337، انقسمت الإمبراطورية إلى شرقية وغربية، وكان ظهور الإمبراطورية الغربية (وفقا لنيوتن) ممثلة في خروج الوحش ذي العشرة قرون من البحر.
اختلف ابنا قسطنطين - اللذان أصبحا قائدي هذين النطاقين - في آرائهما الدينية؛ فكان أحدهما وهو قنسطنس، مؤيدا للعقيدة الثالوثية، أو كما أطلق عليه نيوتن «رسوليا»، فيما كان شقيقه (قسطنطيوس الثاني) يدعم المذهب الآريوسي والذي سمي بهذا الاسم نسبة للقس آريوس الذي دافع عن فكرة المكانة الدنيا للمسيح بالنسبة لله. وبحلول عام 364، صار دين الوحش يعبد علنا في صورة أوثان على غرار «عظام الموتى وبقايا الرفات الآخر للشهداء»، وسرعان ما أصبح ذلك شائعا إلى جانب عبادة الأشباح، وأشار نيوتن إلى أن «ذلك قد استمر منذ ذلك الحين». وحينئذ، أطلق العنان للشيطان على الأرض ليمارس ما أطلق عليه نيوتن «لعبته الخبيثة» بإغراء الجهلة من خلال المعجزات الزائفة أو الشيطانية. وقد كان ذلك ممثلا - في إطار فهم نيوتن للأحداث - في انتصار المذهب الكاثوليكي الروماني التثليثي واضطهاد الآريوسيين الصالحين.
وصفت الردة الكبرى، التي حدثت بجعل عقيدة التثليث الأثناسيوسية الدين الرسمي للإمبراطورية الرومانية في عام 380، بفتح الختم السابع. كان المرتدون - في رأي نيوتن - الذين اجتاحوا الكنيسة الحقيقية واضطهدوا الصالحين، مسيحيين وإن كانوا من نوع «وثني» وفاسد؛ وجادل بأن البعض قد يعترض على فكرة أنهم كانوا يحملون العقيدة المسيحية ظاهريا، ولكن المسيحي «كان قادرا على أن يكون أسوأ من أي نوع آخر من البشر». فكان إطلاق البوق الأول عام 395 متزامنا مع صورة رمزية تجسد رياحا عاتية قادمة من الشرق، ومع الصورة الرمزية للجامة الأولى. وقد كان ذلك يتحدث عن «بلاء بغيض وبشع» حل ب «الرجال الذين اتخذوا علامة الوحش، وأولئك الذين عبدوا صورته». وعلى نحو عفوي، زود كتاب الكنيسة الكاثوليكية الأولى نيوتن بأدلة مباشرة على فساد رجال الدين المسيحي في هذه الفترة، مما حدا بالرب بالدفع بحشود من القوطيين ضدهم من الجزء الشرقي من الإمبراطورية. وفيما كان الكاثوليكيون يضطهدون جماعات من المسيحيين ممن أرادوا الانفصال عن الكنيسة الكاثوليكية الرئيسة اضطهادا دمويا وعنيفا، وهي ممارسة وجدها نيوتن الأكثر أسفا على الإطلاق، اتجه القوطيون بأنظارهم إلى روما ذاتها بأحداث وحشية، وصلت لذروتها بتعرض المدينة للسلب والنهب في عام 410، وهو ما تجسد من خلال البوق الثاني والجامة الثانية.
Shafi da ba'a sani ba