233

Nazm Mustaczab

النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب

Editsa

د. مصطفى عبد الحفيظ سَالِم

Mai Buga Littafi

المكتبة التجارية

Inda aka buga

مكة المكرمة

Nau'ikan

وَشَاهِدَا عَدْلٍ، وَشُهُودُ عَدْلٍ. وَلَا يُقَالُ: عَدْلَانِ وَلَا عُدُولٌ (٥٩). وَأْصْلُهُ (٦٠): الاعْتِدَالُ وَالاسْتِقَامَةُ (٦١) ضِدُّ الْمَيْلِ وَالانْحِرَافِ، وَقَدْ يَكُونُ الْعَدْلُ: الْمَيْلُ، يُقَالُ: عَدَلَ عَنِ الطَّرَيقِ وَعَنِ الْحَقِّ: إِذَا مَالَ وَهُوَ مِنَ الأضْدَادِ.
قَوْلُهُ: "نَنْسُكْ - وَنَسَكْنَا بِشَهَادَتِهِمَا" النُّسُكُ - هَا هُنَا: الْعِبَادَةُ: يُقَالُ: نَسَكَ وَتَنَسَّكَ (٦٢) أَىْ: تَعَبَّدَ. وَنَسُكَ بِالضَّمِّ نَسَاكَةً، أَىْ: صَارَ نَاسِكًا (٦٣).
قَوْلُهُ: تَرَاءَى النَّاسُ الْهِلَالَ" (٦٤) هُوَ تَفَاعَلَ مِنَ الرُّؤْيَةِ (٦٥)، وَالْمُفَاعَلَةُ تَكُونُ مِن اثْنَيْنِ، أَىْ: جَعَلَ بَعْضُهُمْ يَقُولُ: أَنَا أَرَاهُ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ: لَا أَرَاهُ، وَشِبْهُ ذَلِكَ، وَمِنْهُ: ﴿تَرَاءَى الْجَمْعَانَ﴾ (٦٦).
قَوْلُهُ: "وَعَرَفَ رَجُلٌ الْحِسَابَ وَمَنَازِلَ الْقَمْرِ" (٦٧) هُوَ حِسَابٌ يَعْمَلُهُ أَهْلُ النُّجُومِ بِضَرْبٍ يَضْرِبُونَهُ، يَعْرِفُونَ بِهِ دُخُولَ الشَّهْرِ وَخُرُوجَهُ، وَدُخُولَ السَّنَةِ، فَمَنْ أَحْكَمَ ذَلِكَ وَعَرَفَهُ مَعْرِفةً صَحِيحَةً مُتَحَقِّقَةً: لَزِمَهُ الصَّوْمُ فِى أَحَدِ الْوَجْهَيْنِ، كَمَا ذَكَرَهُ (٦٨) الشَّيْخُ، وَمَنَازِلُ الْقَمَرِ: لَمْ يُرِدْ الثَّمَانِيَةَ وَالْعِشْرِينَ مَنْزِلًا الْمَعْرُوفَةَ، بَلْ هُوَ حِسَابٌ لَهُمْ أَيْضًا، يَقُولُونَ: إِذَا نَزَلَ الْقَمَرُ أَوْ الشَّمْسُ (٦٩) الْبُرْجَ الْفُلَانِىَّ: دَخَلَ شَهْرُ كَذَا وَسَنَة كَذَا وَيَدَّعِى الْمُنَجِّمُونَ وُقُوع خَيْرٍ وَشَرٍّ عِنْدَ ذَلِكَ بِحِسَابِهِمْ (٧٠) وَلَيْسَ بِصَحِيحِ، وَقَدْ نَهَى النَّبِىُ ﷺ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: "مَنْ صَدَّقَ مُنَجِّمًا فَقَدْ كَفَرَ".
قَوْلُهُ: "وَإِنْ اشْتَبَهَت الشُّهُورُ عَلَى أَسِير تَحَرَّى" (٧١) أَىْ: اجْتَهَدَ فِى طَلَبِ الشَّهْرِ بِمَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ مِنَ الاسْتِدْلَالَ.
قَوْلُهُ (٧٢) فِى الْحَدِيثِ: "مَنْ لَمْ يُبَيِّت الصِّيَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَلَا صِيَامَ لَهُ" يَعْنِى: يَنْوِيهِ بِاللَّيْلِ، يُقَالُ: بَيَّتَ رَأَيَهُ: إِذَا فَكَّرَ فِيهِ لَيْلًا، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ﴾ (٧٣) وَقَالَ الزَّجَّاجُ (٧٤) كُلُّ مَا فُكَّرَ فِيهِ أَوْ خِيضَ فِيهِ بِلَيْلٍ، أَىْ: دُبِّرَ بِلَيْلٍ. وَسُمِّىَ الْبَيْتُ بَيْتًا؛ لِأَنَّهُ يُبَاتُ فِيهِ بِاللَّيْلِ. وَيُقَالُ: بَيَّتّهَمُ الْعَدُو: إِذَا جَاءَهُمْ (٧٥) لَيْلًا، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿لِنُبَيِّتَنَّهُ وَأْهْلَهُ﴾ (٧٦) ﴿وَاللهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ﴾ (٧٧).
قَوْلُهُ: "صَوْمُ التَّطَوُّعِ" (٧٨) هُوَ أَنْ يَفْعَلَ الشَّىْءَ بِطَوَاعِيَتِهِ مِنْ غَيْرِ إِكْرَاهٍ وَلَا جَبْرٍ، وَالتَّطوُّعُ كَالتَّبَرُّعِ ﴿فَطَوَّعَتْ (٧٩) لَهُ نَفْسُهُ﴾ (٨٠) أَىْ: رَخَّصَتْ وَسَهَّلَتْ (٨١). وَالطَّوْعُ (٨٢): الانْقِيَادُ مِنْ غَيْرِ امْتِنَاع، يُقَالُ:

= لرؤيته فإن لم نره فهذا شاهدًا عدل نسكنا بشهادتهما.
(٥٩) المحكم ٢/ ٩، ١٠ وتهذيب اللغة ٢/ ٢١٢ ونقل عن يونس: جائز أن يقال هما عدلان، وهم عدول وامرأة عدل. وانظر اللسان (عدل ٢٨٣٨).
(٦٠) ع: الأصل.
(٦١) ع: عن: تحريف.
(٦٢) ع: ينسك.
(٦٣) عن الصحاح (نسك) وانظر المصباح (نسك).
(٦٤) فى المهذب ١/ ١٧٩: روى ابن عمر (ر) قال: تراءى الناس الهلال فأخبرت النبى ﷺ أنى رأيته فصام رسول الله ﷺ وأمر الناس بالصيام.
(٦٥) النهاية ٢/ ١٧٧.
(٦٦) سورة الشعراء آية ٦١.
(٦٧) خ: إذا عرف. وفى المهذب ١/ ١٨٠: وإن غم عليهم الهلال وعرف رجل الحساب ومنازل القمر وعرف بالحساب أنه من شهر رمضان ففيه وجهان: يلزمه الصوم لأنه عرف الشهر بدليل فأشبه إذا عرف بالبينة: والثانى لا يلزمه لأنا ما نتعبد إِلا بالرؤية.
(٦٨) ع: ذكر.
(٦٩) ع: نزلت الشمس والقمر.
(٧٠) ع: لحسابهم.
(٧١) المهذب ١/ ١٨٠.
(٧٢) فى المهذب ١/ ١٨٠: روت حفصة (ر) أن النبى ﷺ قال:. . . . الحديث.
(٧٣) سورة النساء آية ١٠٨.
(٧٤) فى معانى القرآن وإعرابه ٢/ ١١٠.
(٧٥) ع: أتاهم.
(٧٦) سورة النمل آية ٤٩.
(٧٧) سورة النساء آية ٨١.
(٧٨) فى المهذب ١/ ١٨١: وأما صوم التطوع فإنه يجوز بنية قبل الزوال.
(٧٩) خ: وطوعت: تحريف.
(٨٠) سورة المائدة آية ٣٠.
(٨١) عن الصحاح (طوع) وانظر مجاز القرآن ١/ ١٦٢ ومعانى الفراء ١/ ٣٠٥ ومعانى الزجاج ٢/ ١٨٣ ومعانى الأخفش ٢٥٧ وتفسير غريب القرآن ١٤٢ والبحر المحيط ٣/ ٤٦٤.
(٨٢) ع: التطوع والمثبت من خ والصحاح والنقل عنه.

1 / 172