211

Nazm Mustaczab

النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب

Editsa

د. مصطفى عبد الحفيظ سَالِم

Mai Buga Littafi

المكتبة التجارية

Inda aka buga

مكة المكرمة

Nau'ikan

وَمِنْ بَابِ زَكَاةِ الثِّمَارِ
قَوْلُهُ: "تُخْرصُ كَمَا يُخْرَصُ النَّخْلُ" (١) الْخُرْصُ: حَزْرُ مَا عَلَى النَّخْلِ مِنَ الرُّطَبِ تَمْرًا (٢)، وَالْخِرْصُ بالْكَسْر: الاسْمُ مِنْهُ، يُقَالُ: كَمْ خِرْصُ أَرْضِكَ (٣)؟ وَأَخَذْتُ الْعَرِيَّةَ بخِرْصِهَا مِنَ التَّمْرِ (٤). وَالخَرَّاص: الْكَذَّابُ. قَالَ اللهُ تَعَالى: ﴿قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ﴾ (٥) أَىْ: قَاتَلهُمُ اللهُ.
قَوْلُهُ: "الْمُدَّخَرَةُ الْمُقْتَاتَةُ" (٦) "الْمُدَّخَرُ: هُوَ الَّذِى يُرْفَعُ وَيُعَدُّ لِلنَّفَقَةِ. يُقَالُ: ذَخَرْتُ الشَّىْءَ أَدْخُرُهُ، وَكَذَلِكَ: ادَّخَرْتُهُ وَهُوَ افْتَعَلْتُ (٧)، وَأَصْلُهُ: اذْتَخَرْتُهُ اذْتِخَارًا، فَأُبُدِلَتِ الذَّالُ دَالًا وَالتَّاءُ دَالًا أيْضًا، وَأُدْغِمَتِ الأُولَى فِى الثَّانِيَةِ فتَصَيِّرُ دَالًا مُشَدَّدَةً. وَالْمُقْتَاتَةُ: هِىَ الَّتِى تَصْلُحُ أَنْ تَكُونَ قُوتًا تُغَذَّى بِهِ الْأجْسَامُ عَلَى الدَّوَام. بِخِلَافِ مَا يَكُونُ قِوَامًا لِلأَجسَام لَا عَلَى الدَّوَام.
قَوْلُهُ: "الْخَضْرَاوَاتِ" (٩) هِىَ: الْبُقُولُ وَالْفَوَاكِهُ. وَفِى الْحَدِيثِ: "لَيْسَ فِى الْخَضْرَوَاتِ صَدَقَة" (١٠) قَالَ مُجَاهِدٌ (١١): أرَادَ التُّفَّاحَ وَالْكُمثْرَى. وَمَا أَشْبَهَهَا. وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلْبُقُولِ: الْخَضْرَاءُ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: "إِيَّاكُمْ وَخَضْرَاءَ الدِّمَنِ" (١٢) وَهُوَ اسْمٌ لِلْبُقُولِ، وَلَيْسَ بِصِفَةٍ، فَلِذَلِكَ جُمِعَ بِالْألِفِ وَالتَّاءِ كَالْمُسْلِمَاتِ، وَلَوْ كَانَ صِفَةً لَجُمِعَ جَمْعَ الصِّفَاتِ عَلَى خُضْرٍ وَصُفرٍ (١٣).
قَوْلُهُ: "خَمْسَةُ أَوْسُقٍ" (١٤) هُوَ جَمْعُ وَسْقٍ، قَالَ الْجَوْهَرِىُّ (١٥): الْوَسْقُ بِالْفَتْح: سِتُونَ صَاعًا. وَقَالَ الْخَلِيلُ: الْوَسْقُ هُوَ حِمْلُ الْبَعِيرِ (١٦) وَوَسَقَتْ النَّاقَةُ وَغَيْرُهَا تَسِقُ، أَىْ: حَمَلَتْ، وَأَغْلَقَتْ رَحِمَهَا عَلَى الْمَاءِ.
تَفْسِيرُ الْبَيْتِ الَّذِى أنْشَدَهُ (١٧)، وَهُوَ:

(١) خ: من.
(٢) فى المهذب ١/ ١٥٣: وتجب الزكاة فى ثمرة النخل والكرم لقوله ﷺ فى الكرم إنها تخرص كما يخرص النخل، وفى خ: يخرص الكرم كما يخرص النخل.
(٣) عن الصحاح (خرص) وقال ابن الأثير: إذا حزر ما عليها من الرطب تمرا، ومن العنب زبيبا، فهو من الخرص: الظن؛ لأن الحزر إنما هو تقدير بظن. النهاية ٢/ ٢٢.
(٤) كذا فى الصحاح (خرص) والنهاية واللسان (خرص ١١٣٣).
(٥) هى النخلة يعريها صاحبها رجلا محتاجا، والإعراء أن يجعل له ثمرة عامها. أنظر غريب أبى عبيد ١/ ٢٣١ والفائق ١/ ٢٩٩ والنهاية ٣/ ٢٢٤.
(٦) سورة الذاريات آية ١٠.
(٧) فى المهذب ١/ ١٥٣: لأن ثمرة النخل والكرم تعظم منفعتهما؛ لأنهما من الأقوات والأموال المدخرة المقتاتة.
(٨) عن الصحاح (زخر).
(٩) فى المهذب ١/ ١٥٤، واختلف قوله فى القرطم وهو حب العصفر. . . لا تجب فيه الزكاة لأنه ليس بقوت فاشبه الخضروات. وفى خ: كالخضراوات.
(١٠) الفائق ١/ ٣٨٠ وغريب ابن الجوزى ١/ ٢٨٤ والنهاية ٢/ ٤١.
(١١) فى الفائق: مجاهد ﵀، والنهاية: فى حديث مجاهد.
(١٢) الفائق ١/ ٣٧٧ وغريب ابن الجوزى ١/ ٢٨٤ والنهاية ٢/ ٤٢.
(١٣) كذا فى النهاية ٢/ ٤١ وانظر الفائق.
(١٤) فى المهذب ١/ ١٥٤: ولا تجب الزكاة فى ثمر النخل والكرم إِلا أن يكون نصابا، ونصابه: خمسة أوسق.
(١٥) فى الصحاح (وسق).
(١٦) كذا عن الجوهرى وبعده: والوقر حمل البغل أو الحمار. وفى العين ٥/ ١٩١ (وسق) الوسق: حمل يعنى ستين صاعا وفى (وقر) ما ذكره الجوهرى.
(١٧) فى المهذب ١/ ١٥٤: والدليل على أن الوسق حمل البغل: قول النابغة. . . . . . . . . . . . .

1 / 149