181

Nazm Mustaczab

النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب

Bincike

د. مصطفى عبد الحفيظ سَالِم

Mai Buga Littafi

المكتبة التجارية

Inda aka buga

مكة المكرمة

Nau'ikan

وَمِنْ بَابِ صَلَاةِ الْكُسُوفِ قَوْلُهُ (١): (لَا يُكْسَفَانِ لِمَؤتِ أَحَدٍ) قَالَ ثَعْلَبٌ: يُقَالُ (٢): كَسَفَتِ الشَّمْسُ، وَخَسَفَ الْقَمَرُ. هَذَا أَجْوَدُ الْكَلَامِ (٣) وَقَدْ يَجْعَلُ أحَدُهُمَا مَكَانَ الآخَرِ (٤). وَهُوَ ذَهَابُ ضَوْئِهِمَا وَمَا كَانَ (٥) يَعْلْوهُمَا مِنَ السَّوَادِ وَالْحُمْرَةِ (٦). قَالَ شَمِرٌ: الْكُسُوفُ فِي الْوَجْهِ: الصُّفْرَةُ وَالتَّغَيُّرُ. وَرَجُل كَاسِفٌ مَهْمُومٌ: قَدْ تَغَيَّر لَوْنُهُ (٧). قَوْلُهُ: (آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ) الآيَةُ: الْعَلَامَةُ الدَّالَّةُ عَلَى عَظَمَةِ اللهِ وَمُلْكِهِ، تَكُونُ مَوْعِظَةً وَتَخْوِيفًا وَتَكُونُ (عَلَامَةً) (٨) وَدَلَالَةً. وَسُمِّيَتِ الآيَةُ مِنَ الْقُرْآنِ، (لأنَّهَا) (٩) عَلَامَةٌ لِانْقِطَاعَ كَلَامٍ مِنْ كَلَامٍ، قَالَهُ ابْنُ الأنبارِىِّ (١٠). قَوْلُهُ: (حَتَّى تَجَلَّتْ) (١١) أيْ: انْكَشَفَ (عَنْهَا مَا لَحِقَهَا) (١٢) مِنَ الظُّلْمَةِ. يُقَالُ: جَلَّى (١٣) الشَّيْىءَ: أَيْ (١٤) كَشَفَهُ، وَانْجَلَى عَنْهُ الْهَمُّ، أيْ: انْكَشَفَ (١٥). قَوْلُهُ (١٦): (لِأنَّ سُلْطَانَهُ بَاقٍ) أيْ: قُوَّتُهُ، وَأَصْلُ السُّلْطَانِ: الْحُجَّةُ والْبْرهَانُ وَكُلُّ مَا كَانَ بِحُجَّةٍ فَهُوَ قَوِىٌّ وَمِنْهُ سُمِّىَ الوَالِى (١٧) السُّلْطَانَ؛ لِقُوَّتِهِ وظُهُورِ حُجَّتِهِ. وَاشْتِقَاقُهُ مِنَ السَّلِيطِ؛ لإنَارَتِهِ وَظُهُورِهِ واَلاسْتِضَاءَةِ بِهِ (١٨). قَوْلُهُ (١٩): (كَالَّزَلَازِلَ) (٢٠) جَمْعُ زَلْزَلَةٍ، وَهِىَ: الْحَرَكَةُ الشَّدِيدَةُ، وَمِنْهُ ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا﴾ (٢١) وَالزَّلَازِل: الشَّدَائِدُ (٢٢).

(١) في المهذب ١/ ٢٢٢: صَلَاة الكسوف سنة لقوله ﷺ: "إن الشمس والقمر لا يكسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما آيتان من آيات الله ﷿، فإذا رأيتموهما فقوموا وصلوا. (٢) يقال: ليس في ع. (٣) الصحاح (خسف) وتهذيب اللغة ١٠/ ٧٥ والنهاية ٤/ ٧٤ والعباب (خسف). (٤) تهذيب اللغة ١٠/ ٧٥ والنهاية ٢/ ٣١ وفرق أبو حاتم بينهما فقال: إذا ذهب بعضها فهو الكسوف وإذا ذهب كلها فهو الخسوف. العباب والمصباح (خسف). (٥) كان: ليس في خ. (٦) خ: أو الحمرة. (٧) تهذيب اللغة ١٠/ ٧٥. (٨) خ: علما. (٩) خ: لأنه. (١٠) في الزاهر ١/ ١٧٢ وانظر مجاز القرآن ١/ ٥. (١١) خ: تجلى وفي المهذب ١/ ١٢٢: فإن لم يصل حتى تجلت لم يصل. (١٢) خ: عنه مالحقه. (١٣) ع: جلا والمثبت من خ والصحاح. (١٤) ع: إذا. (١٥) الصحاح (جلو). (١٦) في المهذب ١/ ١٢٣: وإن غاب القمر وهو كاسف فإن كان قبل طلوع الفجر صلّى؛ لأن سلطانه باق. (١٧) الوالى: ليس في ع. (١٨) اللسان (سلط ٢٠٦٥) والصحاح والمصباح (سلط). (١٩) في المهذب ١/ ١٢٣: ولا تُسَنُّ صلاة الجماعة لآية غير الكسوف كالزلازل وغيرها. (٢٠) خ: الزلازل. (٢١) سورة الزلزلة آية ١. (٢٢) تفسير غريب القرآن ٣٤٨ ومعانى القرآن ٢/ ٣٣٦.

1 / 118