إذا عرفت ذلك وأن النسخ والتخصيص ممتنع، والترجيح بين القطعيات
لا يصح، وإنما هو بين الظنيات، لأنها التي تقبل القوة والضعف ويزيد الظن فيها وينقص، أما القطعيات فلا تقبل ذلك فتدبر.
[نتيجة البحث]
إذا عرفت ذلك كله، فاعلم أن هناك أصولا اتفق عليه المسلمون منها قوله تعالى: ((ليس كمثله شيء))، ((ولم يكن له كفوا أحد)). ومن هنا اتفقوا على أن الله تعالى ليس له شبيه ولا مثيل، فهذا الأصل المتفق عليه يرد إليه كل ما اختلف فيه.
فلما رأينا طوائف المسلمين اختلفت في تفسير قوله تعالى: ((إلى ربها ناظرة)).
فمنهم من قال: إن المعنى إلى رحمة ربها ناظرة.
ومنهم من قال: إن المعنى إلى ربها منتظرة.
فإن النظر يستعمل لغة بمعنى: الإنتظار، كقوله تعالى: ((فناظرة بم يرجع المرسلون)) [النمل:35]، وكقوله تعالى: ((لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا)) [البقرة:104]، وقوله تعالى: ((انظرونا نقتبس من نوركم)) [الحديد:1].
ومنهم من قال: إن المعنى المراد نظر العين إلى الله تعالى جل جلاله.
ومع الاختلاف فإنما اتفقوا عليه حاكم على ما اختلفوا فيه، وقد قال الله تعالى: ((منه آيات محكمات هن أم الكتاب)), ومعنى أنه أم الكتاب، أنه أصل الكتاب الذي يرد إليه ما اشتبه معناه.
Shafi 38