24
الله عينيك، وفرحك بما أعطاك! لقد حكمت فأقسطت،
25
زادك الله رفعة! فقال لها: من تكونين أيتها المرأة؟ قالت له: من آل برمك الذين قتلت رجالهم، وأخذت أموالهم. قال: أما الرجال فقد نفذ بهم أمر الله، وأما المال فمردود عليك، وأمر برد مالها.
وقال لجلسائه: إنها دعت علينا دعاء عظيما. قالوا: وما هو يا أمير المؤمنين؟ قال: فمن قولها: أقر الله عينيك، أي أسكن حركتهما، وإذا سكنت العين من الحركة فتكون قد عميت، ومن قولها: فرحك الله بما أعطاك، أخذته من قول القرآن إذ يقول:
حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة ، وقولها: حكمت فأقسطت، أخذته من قوله تعالى:
وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا ، وقولها: زادك الله رفعة، أي: بعد الرفعة يكون الهبوط. (18) هارون الرشيد والشيخ البدوي
خرج أمير المؤمنين هارون الرشيد يوما من الأيام ، هو وأبو يعقوب النديم وجعفر البرمكي وأبو نواس، وساروا في الصحراء، فرأوا شيخا متكئا على حمار له، فقال هارون الرشيد لجعفر: اسأل هذا الشيخ من أين هو.
فقال له جعفر: من أين جئت؟ قال: من البصرة. قال له جعفر: وإلى أين سيرك؟ قال: إلى بغداد. قال له: وما تصنع فيها؟ قال: ألتمس دواء لعيني. فقال هارون الرشيد: يا جعفر، مازحه. فقال: إذا مازحته أسمع منه ما أكره. فقال: بحقي عليك أن تمازحه.
فقال جعفر للشيخ: إن وصفت لك دواء ينفعك، فما الذي تكافئني به؟ فقال له: الله تعالى يكافئك عني بما هو خير لك من مكافأتي. فقال: أنصت إلي حتى أصف لك هذا الدواء الذي لا أصفه لأحد غيرك. فقال له: وما هو؟
Shafi da ba'a sani ba