المدافع لمقاومة الطيارات: كان يستعمل الألمان لمقاومة الطيارات مدفعا قطر فوهته 104 مليمترات وطوله 4 أمتار و68 سنتمترا وهو يقذف قنبلة ثقلها 15 كيلو ونصف إلى علو أربعة كيلومترات، ويمكن إطلاق 15 طلقا منه كل دقيقة أي طلقا في كل أربع ثوان، ويقال إن قنبلة الشرانبل التي يطلقها تتطاير شعاعا ويخرج من انفجارها 625 شظية. •••
قتل الجراد بغاز الكلور: لما استعمل الألمان غاز الكلور لقتل خصومهم انتبه أحد العلماء إلى استعماله في جزائر فيلبين لقتل الجراد الذي يكثر فيها فيطلق هذا الغاز على أرجال الجراد فيميتها حالا، ويمكن استعماله لقتل الجنادب أيضا «النطاط» لكن أهالي فيلبين يستعملون لقتل الجراد طريقة أقل نفقة وأكثر ربحا وهي أنهم يمسكون الجراد ويشوونه ويأكلونه ويستطيبونه جدا، وعرب البادية يفعلون ذلك أيضا والذين ذاقوا الجراد المشوي يقولون أنه لذيذ الطعم كالسراطين المشوية. •••
السيجار والاتحاد الألماني: ألف لورد سديل كتابا عما رآه ووقع له في العواصم الأوروبية ذكر فيه القصة التالية، قال: كان نواب الممالك الجرمانية الكبيرة والصغيرة يجتمعون كل سنة في مدينة فرنكفورت ينظرون في أمورهم، ويختمون اجتماعهم بوليمة يشتركون فيها وكان نائب النمسا يرأس الاجتماع والوليمة؛ لأن النمسا باتفاق الجميع الوارثة للإمبراطورية الجرمانية الرومانية ويقول للنواب في ختام الوليمة إنه صار يجوز لهم أن يشعلوا سيجاراتهم، وفي منتصف القرن الماضي كانت بروسيا قد قويت واستعزت فشق عليها أن تبقى السيادة للنمسا في التحالف الجرماني ولا سيما أن جانبا كبيرا من سكان النمسا لم يكونوا من الجرمان، ورأى بسمارك أن بروسيا لا تستطيع أن تنال هذه السيادة إلا بالسيف فأعد عدته لذلك حتى إذا اجتمع النواب وأكلوا وشربوا تناول بسمارك سيجارا وأشعله قبل الكونت بول نائب النمسا، ثم قدم عود الكبريت الذي أشعل سيجاره إلى الكونت بول ففهم النواب من هذا العمل البسيط أن بروسيا عزمت أن تتولى سيادة الممالك الجرمانية، وبعد قليل تحينت فرصة لمحاربة النمسا فحاربتها وقهرتها فتمت لها السيادة فعلا، ثم حاربت فرنسا وانتزعت منها الألزاس واللورين بدعوى أنهما من ممالك الجرمان أصلا وأضرمت نار الحرب الأوروبية العظمى لكي تكون لها السيادة على أوروبا كلها (فخاب ظنها). •••
يتامى الحرب: لقد خلفت الحرب العظمى فيما خلفت من البلايا جيشا جرارا من اليتامى لم يسبق للعالم أن شاهد مثله؛ فقد جاء في الإحصاءات الأخيرة لجمعيات المساعدة الأمريكية أن في النمسا والمجر وتشكوسلوفكيا نحو مليون من هؤلاء الأيتام، وفي جمهوريات البلطيق 150000 لم يستطع معظمهم دخول المدارس في هذا الشتاء بسبب نقص الثياب، وفي بولندا 500000 يتيم يعيش معظمهم في مضارب وخيام مؤقتة بدلا من البيوت، وفي رومانيا 200000 يتيم وفي يوغسلافيا 600000 يعيشون في قرى مهجورة تركها الرجال الأشداء، وفي روسيا البلشفية نحو أربعة ملايين يتيم لا يقلون عن إخوانهم المذكورين بؤسا وشقاء فإن حق لأحد أن يلعن الحرب وساعتها فإنما يحق لهؤلاء البائسين. •••
القبض على المجرمين بمساعدة الغازات الخانقة: استعملت الغازات الخانقة في الحرب الأوروبية الكبرى، فكانت أداة فعالة في الفتك بكثير من بني الإنسان، واليوم نراها في باريس مسخرة في القبض على المجرمين أو للدفاع عن النفس عند الحاجة، وطريقة ذلك أن يوضع في مسدس صغير بضع قطرات من سائل شديد القابلية للتبخير فإذا ما تبخر خرج منه غاز خانق ذو رائحة كريهة، ويوجد بالمسدس حمام صغير منه يمكن إدخال كمية من الهواء المضغوط بواسطة مضخة عادية كالتي تستعمل في الدراجات، وبعد ذلك يكون المسدس قابلا للاستعمال فعند الحاجة يضغط على الزناد فيخرج السائل من المسدس على شكل ينبوع رفيع طوله عشرة أقدام، وما أسرع ما يتبخر السائل فيصيب بخاره المجرم فيفقده حاسة النظر مؤقتا أو يقعده عن الحركة فيسهل القبض عليه. •••
الانتحار بالغازات السامة: من نتائج الحرب المشئومة أن بعضهم استخدم الغازات السامة في الانتحار، وأول من انتحر بهذه الطريقة روسي يسمى قسطنطين أفقرته الحرب فعمد إلى الانتحار في مدينة جنيف بأن كسر أنبوبة بها غازات سامة، ثم نام، فكانت هذه نومته الأبدية. •••
لا أم لي إلا فرنسا أموت فداها. نشرت اللطائف المصورة صورة الفتاة الفرنسوية الباسلة مارسيل سيميه التي أبقت لها ذكرا طيبا وأثرا خالدا في سجل أبطال فرنسا، كانت هذه الفتاة تدير معمل فوصفات في بلدة أكلوزيه في وادي السوم ورثته عن والديها اللذين ماتا وتركاها يتيمة، وكانت في بدء الحرب في الحادية والعشرين من عمرها، فلما غزا الألمان وادي السوم سارت فرقة فرنسوية لتحمل عليهم وتصدهم، فألفت الألمان أجزل منها عددا، بل يربو عليها أضعافا فعادت أدراجها وتبعها سكان بلدة أكلوزيه، ونشط الألمان في اقتفاء أثر الفرقة وكانت مارسيل في ساقة الجيش فرأت الألمان جادون وراء الفرقة، وأدركت حرج الموقف فأسرعت إلى كبري على طريق العدو قبل أن يصل إلى البلدة، وأدارت حركته الميكانيكية بحيث جعلت عبور الألمان عليه مستحيلا، ثم ألقت مفتاحه في الماء وكان رصاص العدو ينصب عليها كالوابل الهتان ولكنها لم تعبأ بالخطر وتمكنت من تأخير الألمان عن احتلال البلدة إلى الصباح التالي فتسنى للجنود الفرنسويين الانسحاب والابتعاد ولجأت مارسيل إلى أقبية معملها؛ حيث حافظت على عدد من الأولاد والنساء، فكانت تأتيهم بالطعام وتعولهم وقدر لها أن تنجي ستة عشر جنديا فرنسويا تخلفوا عن اللحاق بإخوانهم؛ فألبستهم ملابس الفلاحين وساعدتهم على الهرب متنكرين، وبينما كانت تسعى لإنقاذ جندي هو سابع عشر الذين خلصتهم عرف الألمان المحتلين للبلدة بها فقبضوا عليها وحاكموها في مجلس عسكري وحكموا عليها بالإعدام لخيانتها، ولما استنطقوها سألوها عن والديها ، فقالت: «لا أم لي إلا فرنسا، أموت فداها.» وهم الألمان بتنفيذ حكم الإعدام فيها ولكن مدافع الفرنسويين الضخمة باغتتهم؛ إذ فخرت أفواهها على بلدة أكلوزيه على غير انتظار، فاضطر الألمان إلى التفرق وإخلاء البلدة خوفا من الموت تاركين مارسيل وشأنها فنجت بذلك من مخالب الموت، وكانت نجاتها عجيبة إلهية، واسترجع الفرنسويون بلدة أكلوزيه، وجعلت مارسيل ترشد الجنود الفرنسويين إلى الطريق التي يبلغون بها بلدة فريز المجاورة لأكلوزيه، وكان الألمان لا يزالون محتلين لها فوقعت في يدهم ثانية فسجنوها في كنيسة البلدة، ولكن العناية أبت إلا أن تنجيها ثانية من يد الألمان؛ ذلك أن قنبلة فرنسوية انفجرت قرب الكنيسة فأحدثت ثقبا كبيرا في جدارها خرجت مارسيل منه زاحفة على بطنها وتوارت عن العيون حتى بلغت مواقع الفرنسويين، وبقيت في بلدتها أكلوزيه رغم وجودها تحت نار المدافع، وكانت تعول عجوزا عمرها ثمانون سنة وتعتني بجرحى الجنود الفرنسوية الذين يجتازون البلدة في ذهابهم وإيابهم، واتصل خبرها وما أتته من الفعال برئاسة الجيش فأكبر ولاة الأمر شأنها، وأنعمت عليها الجمهورية الفرنسوية بنشاني اللجيون دونور والصليب الحربي، وكان ذلك في احتفال كبير. •••
صوت المدافع: يظهر من أقوال بعض كتاب الإنكليز أن صوت المدافع في البلجيك يسمع في بعض قرى إنكلترا القريبة من الساحل الجنوبي والشرقي؛ فقد كتب أحدهم يقول إنه سمع صوت المدافع التي تطلق في أيبر من منزله في تشلمسفورد، والبعد بين المكانين 140 ميلا.
وكتب آخر رسالة قال فيها: يصعب علي أن أقول هل أسمع أصواتا تدخل الأذن أو أشعر بهزات تعرو جسمي كله، والحق يقال إن ما أشعر به هو أقرب إلى الاهتزاز والارتجاج منه إلى سماع الأصوات. •••
صور أحدهم ألمانيا والحصر البحري، وقد عبر عن الأساطيل البحرية ببحري إنكليزي، ربط العم ولهلم الإمبراطور من عنقه إلى غصن شجرة وشد الحبل وفي إمكانه أن يدلي ولهلم إلى الأرض لو شاء ولكنه يخاطبه قائلا: «لا أفلت الحبل إلا إذا اطرحت الحسام من يدك ورضيت أن تعترف بإثمك وتكفر عن ذنبك بإعطاء المظلومين ما سلبتهم إياه وتعوض لهم ما حملتهم من الخسارة.» والله أعلم متى يرخي الحبل. •••
Shafi da ba'a sani ba