حسن الجواب: كان أحد القرويين يسوق حمارا له في إحدى قرى البلجيك وذلك بعد انسحاب الجنود الألمانية منها فالتقى بضابط ألماني فأراد هذا أن يمزح معه ويهزأ منه، فقال له: إن حمارك يا صاح جميل لا شك أنك تلقبه ألبرت، فأجابه القروي: لا سيدي فإني أحترم مليكي جدا فلا أعطي الحمار اسمه. - إذن تلقبه بغليوم؟ - لا يا سيدي فإني أحترم حماري ولا أريد أن أحتقره فخجل الضابط وسار في طريقه وهو يكاد يتميز من الغضب. •••
الطيار البطل: جاء في 9 يونيو سنة 1915 خبر تدمير الطيار والفورد لبالون ألماني مسير فقد تعقب الطيار المذكور (وهو من طياري الأسطول البريطاني) البالون المسير بين غنت وبروكسل وهاجمه في الساعة الثالثة صباحا في 7 يونيو على ارتفاع ستة آلاف قدم عن سطح الأرض، فحلق الطيار بطيارته فوق البالون وقذف ست قنابل أصابته كلها فانفجر انفجارا هائلا واضطرمت النار فيه؛ فهوى إلى الأرض وهو يحترق وظل يحترق مدة طويلة وانقلبت الطيارة بالطيار رأسا على عقب من تأثير الانفجار، ولكن الطيار تمكن من إعادة توازنها وكان البنزين قد انكب من خزانة الطيارة بانقلابها فاضطر إلى النزول إلى الأرض في بلاد العدو، ولكنه تمكن من تسيير العدة فطار ثانية ونجا من الوقوع في الأسر ورجع إلى معسكره سالما، ولما علم ملك الإنكليز ببسالته هذه أنعم عليه بنشان فكتوريا الذي يمنح لمن يأتي بشجاعة فائقة، هذا، وقد أنبأتنا الأخبار الأخيرة أنه لقي حتفه وراح شهيد الطيران. •••
بسالة جندي إيطالي مولود في مصر: ذكرت بعض الصحف الإيطالية في 18 يوليو سنة 1915 التي تطبع في ولاية برشيا من أعمال إيطاليا أن شابا من مصر اسمه إسكندر برجبزانو في الثالثة والعشرين من العمر أبوه إيطالي مولود في مصر وأمه سورية، تطوع في الجيش الإيطالي فانتخب وحده دون سواه من المتجندين القادمين من مصر للانتظام في سلك سلاح البرسيلياري وألحق بالأورطة السابعة منه.
وأقيمت حفلة هناك تنافس فيها المتنافسون في الشجاعة والإقدام فأحرز قصب السبق ونال الجائزة الأولى وأعطي المدالية الدالة على ذلك.
وقد حدث له بعد ذلك أنه أمر بحراسة علم سانتا أوفيميا التي تبعد نحو خمسة كيلومترات عن برشيا فصدع للأمر، وبينما هو واقف وحده فوق ذلك الجبل الأخضر في الساعة الثالثة بعد نصف الليل، وقد طلع القمر وأضاء بنوره تلك الهضاب الشاهقة شاهد خيالا على بعد دله على قدوم رجال فناداهم بالنداء المصطلح عليه بين الجنود الإيطالية فلم يكن جوابهم إلا إطلاق الرصاص فقابلهم بالمثل فجرح ثلاثة منهم، ثم صاح بألفاظ أوهمتهم أنه معسكر هناك مع أورطة كاملة من الجنود الإيطالية فخافوا العاقبة وولوا الأدبار ولكن الحراس الإيطاليين الذين سمعوا إطلاق النار حضروا في الحال وقبضوا على الفارين فاتضح أنهم سبعة من الأسرى النمسويين الذين أسرتهم الجنود الإيطالية، وأنهم غافلوا حراسهم وفروا هاربين تحت جنح الظلام.
ولما علمت القيادة العامة بخبر هؤلاء الأسرى ذكرت اسم هذا المتطوع في عداد الجنود الذين امتازوا بشجاعتهم وبسالتهم وأنعمت عليه بنشان الشجاعة. •••
صورت الصحف الملك عمانوئيل ملك إيطاليا في أوتوموبيله يتفقد رجال جيشه في ميادين القتال صورة تدل على إقدامه وتمثل ما حدث له فعلا في ميدان القتال، وذلك أنه كان قد عبر الملك بأتوموبيله كبريا فوق الزوارق منصوبا على نهر أسونزو جنوبي جبل نارو، وكان ذلك بعد مغيب الشمس فتقدم من الأوتومبيل ضابط وحيا التحية العسكرية، ثم خاطب الملك قائلا: «مولاي صاحب الجلالة - إن العدو سيباغتنا في هذا الليل ونحن مستعدون للطوارئ، وقد أرسلت من قبل الرئاسة لأتشرف بإبلاغكم أن في وجودكم على الضفة الشمالية من النهر خطرا على جلالتكم.» فأجابه الملك على الفور: «إن كان في هذا المكان خطر على جنودي فهو مكاني أيضا ولن أبرح هذا المكان هذه الليلة.» قال هذا وقرن قوله بالفعل وقضى ليلته كلها متفقدا الجنود في مواقعهم، متنقلا من مكان إلى مكان حتى الفجر. •••
من جميل الصور الهزلية التي رأيناها هي إن جريدة ألمانية تصدر في برلين صورت رجلا ألمانيا مسنا يحمل على ظهره كيسا فيه عشرة ملايين متوجها نحو فرنسا ليدعها من أصل الغرامة، فلما انتهى إلى مستلم الخزينة الفرنسوية رأى الفرنسوي الملائكة ينفخون بالبوق ينادون الموتى إلى القيامة الأخيرة ويوم الحشر، فرفع الفرنسوي يده إلى الملائكة يستصرخهم ويستمهلهم أن يؤجلوا يوم النشور إلى يوم يدفع الألمان جميع ما عليهم من الغرم إلى الحلفاء ولا سيما إلى فرنسا.
فهيهات! •••
ضحية الشرف: من أغرب الحوادث التي روتها الصحف عن المعاملات الوحشية التي جرت عليها ضباط وعساكر الألمان الحادث الآتي:
Shafi da ba'a sani ba