Daga Canja zuwa Halitta (Kashi na Biyu: Juyawar)
من النقل إلى الإبداع (المجلد الثاني التحول): (١)
Nau'ikan
بأن مكارم الأخلاق سبعة: العفو عن الظالم، قطع صلة الرحم، الإحسان إلى المسيء، النصيحة لمن غش، والاستغفار لمن اغتاب، والحلم لمن غضب . والتوبة بعد الذنب خلق جديد. والاستغفار من الذنب دائم يستجيب الله له، وخير الزاد هو التقوى.
171
ويأخذ الزهد مكانا بارزا في الأحاديث؛ إذ لا يكفي الزهد في الدنيا بل الزهد في الآخرة أيضا. ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصائب. والزهد في الدنيا طريق إلى الجنة. الزهد في الدنيا والنظر إلى أسفل وليس إلى أعلى وحب المساكين والرضا من الدنيا بكسرة. الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر. ويكون الإعداد للمستقبل بالفراغ قبل الانشغال، والغنى قبل الفقر، والصحة قبل المرض، والشباب قبل الهرم، والحياة قبل الموت. والشعائر نفسها طرق أخلاقية مثل الصوم طريقا للصحة وكذلك السفر من أجل الغنم، والعبادة الصادقة أن يعبد الإنسان الله كأنه يراه فإن لم يره فإنه يراه، من الموضوعية إلى الذاتية أو من الذاتية إلى الموضوعية. وليست الغاية من الشريعة العقاب بل التقوى. لذلك لزم درأ الحدود بالشبهات. والحلف باليمين لا يكون في المعصية.
172
ولا تكفي الأخلاق الفردية. هناك أيضا الأخلاق الجماعية مثل الصلاة في المسجد جماعة، وأن يحب المرء لأخيه ما يحب لنفسه كشرط للإيمان. ونسبة الأفراد في المجتمع كنسبة الأعضاء في الجسم الواحد، نسبة جسمية وليست روحية. والأمة مترابطة، نفس واحدة، دماؤهم وأموالهم حرام فيما بينهم، أقوياء على من سواهم. وكل أمة منقطعة إلا أمة محمد. وكل نسب منقطع إلا نسبه، والنسب روحي لا بدني. طريق الأمان هي أمة آخر الزمان. يحشرون مع الأنبياء. آثرت الجوع بعد أن أشبعها الله، والعطش بعد أن رواها الله، والعري بعد أن كساهم. بل تركوا الحلال. صاحبوا الدنيا في أبدانهم دون تعلق القلوب بشيء منها. وطريقها طريق النجاة، هم صحابة الرسول. وهي وصية الرسول لأبي هريرة في نهاية الرسالة التاسعة مثل وصايا لقمان لابنه. يغلب عليها الوضع لإيغالها في التصوف وترك الدنيا. لذلك كان محاور الرسول أبا هريرة. ويظهر الطابع الإشراقي في الثنائيات المتعارضة بين الدنيا والآخرة، النفس والبدن.
173
وقد يكون الحديث قصيرا في الحث على تقوى الله. ويدخله أبو ذر محاورا مرتين، يطلب الوصايا ثم الزيادة فيها اثنا عشرة مرة. وهو نموذج للحديث المركب الذي يبدأ بالتقوى. ثم ذكر الله وقراءة القرآن ثم الجهاد رهبانية الأمة ثم النظر إلى أسفل وليس إلى أعلى، ثم أقل الكلام في حب المساكين، ثم الغربة في الدنيا، ثم قول الحق ولو كان مرا، ثم الشجاعة الأدبية، ثم الرضا والزهد في الدنيا، ثم كظم الغيظ والإحسان في مقابل الإساءة، ثم التحذير من حب الدنيا، ثم النصح للناس، ثم النصح للنفس عن طريق الصعود الحلزوني من الخارج إلى الداخل من أجل الصعود من الداخل إلى أعلى. وقد يستقل جزء منه ليصبح حديثا مستقلا مثل الجهاد رهبانية هذه الأمة. والتقوى باطنية وليست ظاهرية كما هو الحال في أقوال المسيح. وقد يكون تكرار الحديث صحيحا في المعنى ولكن موضوعا في الصياغة. فالخلاف في الإخراج وتحويله من قول مباشر إلى حوار كي يكون أكثر تأثيرا في النفس.
174
وقد يكون المحاور من أحباء الرسول مثل حواريي المسيح، أسامة بن زيد الذي يتدخل التقطيع الحديث طالبا تحديد الطريق ورمزه الصوم، ودعاء الجائع مستجاب. وتصف بعض الأحاديث أحوال الرسول وأفعاله وبكائه شوقا إلى رؤية جماعة المؤمنين حتى اشتد البكاء وعلا النحيب، تأييدا للمضطهدين وتعاطفا معهم. وقد يدخل عمر محاورا ويسأل إذا كان الناس على الإسلام وهم يقومون بالاضطهاد، ولماذا يقتل من أطاع الله؟ ويجيب الرسول بأنه حب الدنيا. ويقرن الحديث بالآيات تدعيما له وتطابقا معه تغطية للظن باليقين. وتغير المحاور لا يعني تغير الحديث إنما فقط تغير المناسبة. والحديث الطويل لا يتكرر لأن الذاكرة لا تعيه، خلق وقتي فريد. إنما الذي يتكرر هو الحديث القصير الأقرب إلى جوامع الكلم.
175
Shafi da ba'a sani ba