135

Daga Canja zuwa Halitta (Kashi na Biyu: Juyawar)

من النقل إلى الإبداع (المجلد الثاني التحول): (١)

Nau'ikan

تموت كل نفس وترى مقعدها في الجنة أو في النار، ويختلط الحس بالمجرد. فالجنة في السماء والنار في الأرض. وفيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. ويرى أهل الجنة ربهم كل يوم جمعة مرة. ويفرح بهم سكان السماء. يقف الرسول على الصراط، ويرد المؤمنون على الحوض وأقربهم منه منزلة يوم القيامة من خرج من الدنيا على هيئة ما تركته دون أن يتغير. وهم الذين يذكرون العهد الأول والميثاق.

167

والجنة تحت أقدام الأمهات. وهي لأولياء الله. فقد أبى الله لهم إلا الخلود. وأرواح الشهداء في الجنة، في حواصل طيور خضر تسرح بالنهار في الجنة على رءوس أشجارها وثمارها وعلى ضفاف أنهارها، تأوي بالليل في قناديل معلقة تحت العرش. ويحشر المرء مع من يحب دليلا على الترابط والمحبة في الدنيا والآخرة. والجنة هي مصير الكل. فلا يزال يخرج من النار قوم من الأمة بعدما دخلوها حتى لا يبقى في النار أحد قال لا إله إلا الله مخلصا في دار الدنيا.

168

وقد كان مكتوبا في الصحف كلها، صحف إبراهيم وموسى عن العجب ممن يضحك وهو يعرف النار، ومن يسيء وهو موقن بالحساب، ومن يثق بالدنيا ويرى تقلبها. لذلك لا تفتح للخاسرين أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يدخل الجمل في سم الخياط. وقد خلق أهل النار من نار، ويأكلون النار، وعلى النار يتقلبون، ويطلون في النار. وهي مبالغات ضد العقائد وضد خلق الأفعال.

169

ومعظمها أحاديث ظنية أو أقوال مأثورة. وبعضها موضوع. ويدل على ذلك صياغة الحديث وشكله الأدبي مثل أحاديث الجماعة المؤمنة آخر الزمان. إذ ينقطع الحديث ويتدخل أبو هريرة طالبا وصفهم طلبا للمزيد وإفساحا للخيال لمزيد من التحديد أو طلبا للنصائح للاتباع وبكاء الرسول شوقا لرؤيتهم مع وصف أفعال الرسول داخل الرواية. ويتقطع الحديث لمزيد من الاستفهام وتعيين المناط للتفرقة بين الأصحاب (الخارج) والإخوان (الداخل). ولا يذكر السند لأن الحديث لا سند له. يفرض المعنى سنده مثل الوضع بالمعنى عند المالكية، ويمكن وضع مثله من جديد ما دام الوضع النفسي قائما. ومن علامات الوضع التكرار في نفس الشكل الأدبي، فعل الشرط وجواب الشرط.

170

وفي الإيمان والعمل تتوالى الأحاديث عن العمل الصالح والأخلاق الحميدة والإعداد للمستقبل والتربية الخلقية، فالإنسان بعمله وليس بنسبه. ويرد العمل الصالح إلى صاحبه. ومن العمل الصالح طلب الدنيا تفقها وتوسعا على العيال والتعطف على الجار كي يلقى الله كالقمر ليلة البدر، ومن طلب الدنيا مفاخرا مرائيا جعل الله فقره بين عينيه، ولم يبال بأي واد يهلك. وقمة العمل الجهاد. وجهاد النفس هو الجهاد الأكبر، ويتكرر الحديث المشهور «رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر.» فالجهاد رهبانية الأمة، والدال على الخير كفاعله، والخير فاعله خير. وقد جمع الرسول في حديث واحد شارحا آية

خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين

Shafi da ba'a sani ba