مثل ما قال عمرو بن شأس:
تذكرت ليلى، لات حين ادكارها ... وقد حني الأصلاب، ضلًا بتضلال
ومثل قول الشماخ:
لمن منزل عاف ورسم منازل ... عفت بعد عهد العاهدين رياضها
ومن عيوبها الإقواء.
الإقواء:
وهو أن يختلف إعراب القوافي، فتكون قافية مرفوعة مثلًا، وأخرى مخفوضة او منصوبة، وهذا في شعر الأعراب كثير جدًا، وفي من دون الفحول من الشعراء أكثر، ولا يجوز لمولد، لأنهم قد عرفوا عيبه، والبدوي لا يأبه له فهو أعذر.
قال إسحاق: قلت ليونس: أكان عبيد الله بن الحر يقوى، فقال: الإفواء خير منه. يعني من فوقه من الشعراء يقوى.
وقد ركب بعض فحول الشعراء الإقواء في مواضع، مثل ما قال سحيم بن وثيل الرياحي:
عذرت البزل إن هي خاطرتني ... فما بالي وبال ابني لبون
وماذا يدري الشعراء مني ... وقد جاوزت حد الأربعين.
فنون الأربعين مفتوحة، ونون اللبون مكسورة، ولكنه كأنه وقف القوافي فلم يحركها، وقال جرير:
عرين من عرينة ليس منا ... برئت إلى عرينة من عرين
عرفنا جعفرًا وبني عبيد ... وأنكرنا زعانف آخرينا
الإيطاء:
ومنه: الإيطاء، وهو ان يتفق القافيتان في قصيدة واحدة، فإن زادت على اثنين فهو أسمج، فإن اتفق اللفظ واختلف المعنى كان جائزًا، كقولك: أريد خيارًا، وأوثر خيارًا أي تريد خيارًا من الله لك في كذا وخيار الشيء: أجوده، والإيطاء من المواطأة، أي الموافقة، قال الله ﵎: ليواطئوا عدة ما حرم الله أي ليوافقوا. ومنه السناد.
السناد:
وهو أن يختلف تصريف القافية، كما قال عدي ابن زيد:
ففاجأها وقد جمعت جموعًا ... على أبواب حصن مصلتينا
فقدمت الأديم لراهشيه ... وألفى قولها كذبًا ومينا
وكقول الفضل بن العباس اللهبي:
عبد شمس أبي فإن كنت غضبى ... فاملئي وجهك المليح خموشا
1 / 70