144

Napoleon a Misra

نابوليون بونابارت في مصر

Nau'ikan

1

وأقاموا أيضا على التل المعروف بتل العقارب بالناصرية، قرب الدار التي اختاروها للمجمع العلمي طوابي وعدة أبراج وثكنات للجنود، وجعلوا جامع الظاهر بيبرس المعروف بالقرب من الحسينية قلعة، وحولوا منارته برجا ووضعوا على أسواره المدافع واتخذوا باقيه معسكرا وبنوا في داخله عدة مساكن للجنود، وكان الشعائر الدينية في هذا المسجد قد عطلت منذ زمن طويل، وجاء في الأمر الذي أصدره نابوليون بتاريخ 27 أكتوبر، ومحفوظ نصه بنظارة الحربية في باريس، أنهم هدموا المقياس بالروضة وبنوه بشكل طابية وضعت فيها المدافع وحولوا قناطر السباع التي بناها السلطان صلاح الدين لنقل المياه إلى القلعة، ولا تزال آثارها باقية للآن، إلى طابية أخرى، والخلاصة أنهم اتخذوا كل الاحتياطات الحربية الفنية لإخضاع أي حركة في القاهرة أو ضواحيها، ولمقاومة الجيش المهاجم للمدينة.

وفي الأيام الأولى من شهر جمادى الثانية؛ أي: في خلال إنشاء تلك الحصون، وإقامة هاتيك الاستحكامات، لم ينس نابوليون أن يمتن على أهالي القاهرة بأنه قد صفح عنهم، وعفا عن زلتهم، وعاملهم - بعد كل الذي جرى عليهم - بالتساهل والتسامح، وأصدر هذه الأفكار في منشور كتبه عن لسان المشايخ ووزعه ملصوقا بالشوارع والأسواق، وإلى القارئ نصه:

نصيحة من كافة علماء الإسلام بمصر المحروسة:

نعوذ بالله من الفتن، ما ظهر منها وما بطن، ونبرأ إلى الله من الطاغين في الأرض بالفساد، ونعرف أهل مصر المحروسة أن طرفا من الجعيدية وأشرار الناس حركوا الشرور بين الرعية، وبين العساكر الفرنساوية، بعدما كانوا أصحابا وأحبابا بالسوية، وترتب على ذلك قتل جملة من المسلمين، ونهبت بعض البيوت ولكن حصلت الطاف الله الخفية وسكنت الفتنة بسبب شفاعتنا عند أمير الجيوش بونابرته، وارتفعت هذه البلية؛ لأنه رجل كامل العقل عنده شفقة ورحمة على المسلمين، ومحبة إلى الفقراء والمساكين، ولولاه لكانت العساكر أحرقت جميع المدينة ونهبت جميع الأموال وقتلوا كامل أهل مصر، فعليكم أن لا تحركوا الفتن ولا تطيعوا أمر المفسدين، ولا تسمعوا كلام المنافقين، ولا تتبعوا الأشرار، ولا تكونوا من الخاسرين سفهاء العقول، الذين لا يقرءون العواقب لأجل أن تحفظوا أوطانكم، وتطمئنوا على عيالكم وأديانكم، فإن الله سبحانه وتعالى يعطي ملكه من يشاء ويحكم ما يريد، ونخبركم أن كل من تسبب في تحريك هذه الفتنة قتلوا عن آخرهم وأراح الله منهم العباد والبلاد، ونصيحتنا لكم أن لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة واشتغلوا بأسباب معايشكم وأمور دينكم، وادفعوا الخراج الذي عليكم والدين النصيحة والسلام ا.ه.

ثم التفت نابوليون إلى إتمام ما شرع فيه، وأشرنا إليه في الدور الأول من تحسين مدينة القاهرة وتجميلها ليجعل الإقامة فيها للفرنساويين مقبولة محبوبة، فمد الشوارع الواسعة من الأزبكية إلى بولاق، ومن الأزبكية إلى قبة النصر، وردموا الجهات الواقعة حول بركة الأزبكية وجددوا قنطرة المغربي، ومدوا شارعا آخر بين باب الحديد وباب العدوى عند المكان المعروف بالشيخ شعيب ، ومهدوا جسرا آخر ممتدا من هناك إلى خارج الحسينية ... إلى غير ذلك من أسباب تسهيل المواصلات.

وفكروا في إقامة أماكن للهو والنزهة فوضع مسيو دارجيفال

Dargeaval

مشروع إنشاء «كازينو» أطلق عليه لقب تيفولي

Tivoli

Shafi da ba'a sani ba