المدة الأولى:
من الثورة إلى بدء الحملة السورية «من أول نوفمبر سنة 1798 إلى أول فبراير 1799».
المدة الثانية:
الحملة السورية «من فبراير إلى يونيو 1799».
المدة الثالثة:
من عودة نابوليون من سوريا إلى مغادرة أرض مصر «من يونيو لغاية أغسطس 1799».
وغير خاف أن سياسة الفرنساويين مع المصريين كانت تأخذ في هذا الدور أشكالا متنوعة متقاربة ومتباعدة بنسبة هاتيك المدد الثلاث، وما يحيط بها من المؤثرات السياسية، فعلى القارئ أن يلاحظ تلك الظلال المختلفة الألوان في خلال تلك المدد لكي يدرك منها الظروف الخارجية التي قضت بها.
المدة الأولى
1
كان هم الفرنساويين في المدة الأولى موجها إلى تحصين البلاد اتقاء لغارات المغيرين من البر والبحر، قال الجبرتي بعد الثورة بأسبوعين: «وفي مدة هذه الأيام بطل الاجتماع بالديوان المعتاد، وأخذوا في الاهتمام في تحصين النواحي والجهات وبنوا ابنية على التلول المحيطة بالبلد ووضعوا فيها عدة مدافع وقنابر، وهدموا أماكن بالجيزة، وحصنوها تحصينا زائدا وكذلك مصر العتيقة ونواحي شبرا، وهدموا عدة مساجد منها المساجد المجاورة لقنطرة إمبابة ومسجد المقس «المعروف الآن بأولاد عنان» على الخليج الناصري بباب البحر»، ولا شك أن التفاصيل الواردة في كتب الفرنسيين في هذه النقطة أدق إيضاحا، وخلاصة ما كتب في هذا الصدد أن نابوليون أصدر أمره للجنرال المهندس «كفريللي» بأن يضع مشروعا لتحصين مدينة القاهرة بحيث يجعلها واقعة تحت رحمة القلاع والطوابي فبنوا على التل الذي أطلقت منه المدافع على حي الأزهر خلال الثورة حصنا منيعا يتسلط على جميع تلك الأخطاط، وحولوا جامع المقس الذي كان ذكره الجبرتي إلى قلعة سموها قلعة سلوكوسكي، تذكارا لذلك الضابط البولوني الذي قتل عند باب النصر، ثم أقاموا برجا عاليا على مرتفع في الطريق الموصل من الأزبكية إلى بولاق ووضعوا فيها الكميات الوافرة من المدافع والذخائر، وأطلقوا عليه اسم «برج كامين».
Shafi da ba'a sani ba