فمن الظواهر كن بصير
في كل حال يا شكور
سلمت أمري اليوم لك
فبأمرك السامي يدور
ما في البسيطة والفلك
ناصر :
آه يا مولاي حليم، والله إنك مع غادر على خطر جسيم، ولا بد ما يدس لك السم في الدسم، فتندم حيث لا ينفعك الندم، ولا يفيد التلافي بعد التلاف، ولا يرد السهم في القوس وقد خرق الشفاف؛ حيث إني درست السياسة على أعظم شيخ وهو الزمان، ومارست ما شان وما زان، وأنت شاب غرير، وبعواقب الأمور ليست بخبير، لا مارست الخلق، ولا ميزت بين الصدق من ذوي الملق، ولا خبرت ولا سبرت، ولا سمعت ولا نظرت، بل نشأت في ظلال النعيم، واستهلال ظهورك صحبة غادر اللئيم، فاستخلصته لنفسك، وجعلته ريحانة أنسك، وشاركته في النسب والمال، وما فكرت في العاقبة والحال، وفعلت فعلا لا يرضاه عاقل، ولا يقرك عليه جاهل.
حليم (غاضبا) :
قد تجاوزت الحد يا ناصر، وأسرفت في ذم غادر، أما علمت أن الأخ الصلبي ربما يضرك، وأما الصديق الصالح فإنه أبدا يسرك، والصاحب الشفيق، خير من الأخ الشقيق، وأنا ما اتخذت غادرا لا لشدة ولا لرخاء، بل ما فعلته معه ما هو إلا من باب المروءة والسخاء، وأنت ما نقص عليك من محبتي لغادر؟
ناصر (مبتسما) :
Shafi da ba'a sani ba