336

============================================================

ثم يقول الله : فلانا ما أشره وما أظلمه، هل يجوز هذا فى لغة العرب، أو فى واضح العقول 14.

ثم نقول لك على إثرهذا : أحين قال ، عز وجل ، : {ثم السبل بسره (ج} ما معناه فى تيسيره للسبيل؛ "أهو إرادته"(1) لكفره، أم إرادته لايمانه 14..

فان قلت : هو إرادته لايمانه.. صدقت، وقلت الحق، وهو قولنا؛ لأن الله، عز وجل، قد يسر للكفار كلهم السبيل، ودعاهم إلى الطاعة، وعرفهم بسبيل التقوى، ودلهم على النجاة، فاختاروا الكفر على الإيمان، ولزمك أن قد رجعت عن قولك : إن الله أراد الكفر من الكافرين .

108 و) وإن قلت : إن هذا التيسير) من الله ، جل ثناؤه ، للكافرين، إنما هو إلى سبيل الكفر، لا إلى سبيل الرشد.. اكذبك الله، عز وجل، بواضح البرهان، وأبين البيان، وأقوى السلطان، بقوله، تبارك وتعالى، الذى لم تهتد إليه، ولم تدبره قط فى ماعة من الساعات: {إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا ((}(2)، فأخبر، عز وجل، أنه قد هدى الكافرين والمؤمنين ابتداء منه، ومنة ونعمة بغير استحقاق استوجبوه، وذلك هدى تعريف ودلالة إلى السبيل، بالكتب والرمل ، لا هداية جبر ولافسر لواحد من الفريقين ، وأخبرنا فى هذه الآية أنه قد بذا الكفار بالدعاء وانهذأية إلى الإيمان، وهم على كفرهم، وهذه سنة الله، عز وجل، فى الأولين والآخرين، انه يدعوهم إلى دينه، وذلك قوله ، عز وجل ،: { إن علينا للهدى () وإن لنا للآخرة و(ؤولي (2) فأنذرتكم نارا تلظى (6 لا يصلها إلأ الأشقى (5" الذ كذب وتوكى ( وسجنبها الأنقى (67 الدى يؤتي ماله يتزكى 6 وما لأحد عنده من نعمة تجزى (69 إلا ابتفاء وجه ربه الأعلى ((ج ولسوف بوضى (2(2).

لاسع إلى هذا البيان، وإلى واضح هذا البرهان، كيف ذهبت عنه، وكيف خرجت منه، وتركته صفحا، فلا يبعد الله إلا من ظلم 14..

ثم يكذبك بعد هذا جميع أهل القبلة بأسرهم أن الله، عز وجل، ما عنى بتيسيره (1) زهادة من الهامش (1) سورة الانست لاية*.

(4) سورة الليل : الابات 12- 20

Shafi 336