194

============================================================

الخبر بهذه العساكر التي على ألبيرة بعد أن أشرفوا على أخذها - تركوا جميع ما لهم من العدد والمجانيق والأمتعة ونجوا بأنفسهم، لا يلوي كبيرهم على صغيرهم.

وسار السلطان إليها، ونزلها فى الثالث(1) والعشرين من الشهر، وفعل مع أهلها من الجميل ما ذكرناه، وعاد إلى دمشق، ورحل منها طالبا الديار المصرية، وذلك فى التاسع من جمادى الآخر(2).

قال المؤرخ: فلما اتصل خبره بولده الملك السعيد خرج إلى ملتقاه فى تاسع عشر الشهر وصحبته الأمير بدر الدين بيسري والوزير بهاء الدين ابن حنا، فالتقوا السلطان من القصير، فلا وقعت عين الملك السعيد على أبيه ترجل ومشى، فترجل الملك الظاهر- أيضا - له واعتنقا طويلا، ثم ركبا وسارا جميعا إلى القلعة، وأسرى التتار يقادون أمامهم على خيوهم فى القيود والأغلال (3).

وفيها اعتقل مولانا السلطان الشيخ خضر(4) فى ثانى عشر شوال، وكان السلطان قد استدعى الشيخ خضر إلى القلعة، وحضر جماعة وحاققوه على آشياء كثيرة بدت منه، مثل لواط وزنا وغيره، فأمر باعتقاله، [42 ب] وسيأتي حديثه عند وفاته إن شاء الله تعالى.

(1) ابن عبد الظاهر. الروض الزاهر ص 408، وفى ذيل مرآة الزمان لليونينى ج2 ص3، والمقتفى للبرزالى ج ص269، وكنز الدرر للدوادارى ج8 ص171: "فى الثانى والعشرين".

(2) اليونينى. ذيل مراة الزمان ج 3 ص3 -4، الدوادارى كنز الدررج8 ص 171، الذهبى تاريخ الإسلام ج15 ص195 . وفى المقتفى للبرزالى ج1 ص 269:"... ثم توجه إلى دمشق، فوصلها فى ثالث جمادى الآخرة ومعه الأسرى، وخرج منها من ساعته إلى الديار المصرية".

(3) اليونينى. ذيل مرآة الزمان ج 3 ص4 -5، الدوادارى. كنز الدررج8 ص171.

(4) هو خضر بن أبي بكر بن موسى العدوى المهرانى، ت سنة 676 هراجع: اليونينى. ذيل مرآة الزمان ج 3 ص5 -6، البرزالى . المقتفى ج1 ص279، النويرى. نهاية الأرب ج 30 ص198- 200، الدوادارى . كنز الدرر ج8 ص171، الفاخرى. التاريخ ج1 ص 105، الذهبى. تاريخ الإسلام ج 15 ص 196.

194

Shafi 194