============================================================
بالنشاب، وكان التتار قد عملوا مكيدة، وذلك أنهم تركوا المخاضة السهلة وعدوا إلى جانب بالقرب منها، وعملوا عليه ستائر وحفظوه، فظن الناس أن ذلك 417 ب] المخاضة السهلة، وترجلوا كلهم من وراء ذلك الستر لمنع من يطلع، وعادوا يقاتلوا رجالة، فلتما عبر الجيش بكماله الفرات فاض الماء حتى غرق تلك الستائر، وكاد يغرق التتار، فولوا هاربين، وطلعت(1) لهم جيوش المسلمين مصطفين كالجبال إنافة وارتفاعا، وصادفهم الموج حتى كاد من قعقعة السلاح يصم منهم أسماعا، هذا والتتار قد ذعروا ذعرا شديدا، وعادوا بعد اجتماعهم كل منهم وحيدا فريدا، فتحمد الله على ما أولى، وله المنة فى الآخوة والأولى. وملكوا البر والبحر، وطلعت السناجق تبشر بألسنة بنودها أن هلموا إلى النصر، وطلع السلطان كالأسد الغضبان، وساق إلى منزلة العدر، فنزل وصلى ركعتين شكرا لله تعالى (2).
وكان للأمير سيف الدين قلاوون والحاج علاء الدين طيبرس الوزيري فى الاقتحام أعظم ذكر جميل، وما من الأمراء إلا وقد فعل كل فعل جليل، وتفرقت العساكر يمينا وشمالا لبذل السيف فى أرقاب التتار إلى آخر ذلك النهار، وقتل مقدمهم جنقر، وأحضرت الأسارى بين يدي السلطان من ذات اليمين والشمال، والخيول تعثر بركابها فى رؤوس الأبطال(3).
ثم رحل إلى ألبيرة، وأنعم على واليها بألف دينار، وعلى أهل القلعة بمائة ألف درهم، ثم عاد إلى الشام بعد أن كسر الأعداء كسرة لا ترام.
وكان على ألبيرة من عساكر التتار شرف الدين ابن خطير،[142] وأمين الدين ميكائيل الناتب بقونية، ومن أمراء الروم فى تقدير ثلاثة آلاف فارس ومقدمهم الملك درياى وكانت الوقعة مع جنقر وكسرته يوم الأحد، ثامن عشر جمادى الأول، فلتما اتصل (1) فى الأصل: "وطلع".
(2) ابن عبد الظاهر. الروض الزاهر ص406 - 407، الدوادارى. كثز الدررج8 ص170.
(3) ابن عبد الظاهر. الروض الزاهر ص407، الدوادارى. كنز الدرر ج8 ص 170، المقريزى . الخططج4 ص203.
193
Shafi 193