179

ومنها : أنه كان يجب أن لا يوصف من هو في زمان مهلة النظر بأنه مؤمن ؛ لأنه في تلك الحال غير مصدق بالله تعالى ولا عارف به.

ومنها : أنه كان يجب أن يوصف المصدق بالله تعالى وبرسوله صلى الله عليه وآلهوسلم بأنه كامل الإيمان ، وان أخل بجميع الواجبات وأقدم على المحرمات.

ومنها : قوله تعالى : ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة (5)) (1)، قالوا : قال تعالى : ( وذلك دين القيمة ) راجع إلى جميع ما تقدم ، فيجب أن يكون ذلك كله دينا ، والدين هو الإسلام لقوله تعالى : ( إن الدين عند الله الإسلام ) (2) والإسلام والإيمان يفيدان فائدة واحدة بدلالة قوله تعالى : ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه ) (3)، فلو كان الإيمان غير الإسلام لكان غير مقبول ممن ابتغاه دينا ؛ ولأنه تعالى استثنى المسلمين من المؤمنين في قوله تعالى : ( فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين (35) فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين (36)) (4).

ومنها : قوله تعالى : ( بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ) (5)، فدل ذلك على أن الفسق لا يصاحب الإيمان.

ومنها : قوله تعالى : ( وما كان الله ليضيع إيمانكم ) (6)، وإنما عني صلاتهم إلى بيت المقدس.

ومنها : قوله تعالى : ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون (2) الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون (3) أولئك هم المؤمنون حقا ) (7).

فيقال لهم في الأول مما اعتمدوا : إنما أجرى على المؤمنين هذه اللفظة

Shafi 297