وقرأت عليه رسائلا رسائل كثيرة في علم المعمى وعلم التشريح وعلم الطب وفي القبض وفي علم النجوم (1) وفي علم المعقول (2) وفي كتب الرقائق (كمدارج السالكين شرح منازل السائرين) لابن القيم وفي (حادي الأرواح) (3) وغير ذلك، وقرأت في (شرح ديوان المعري) و(المتنبي) وفي (القاموس)(4) ومقدمته لوالده الوجيه، وبالجملة فإني لا أقدر على إحصاء مقروءاتي، ومسموعاتي عليه في جميع العلوم وأما علم الكلام (5) على قانون الإسلاميين وعلم الإلهى على قانون الفلاسفة فإن شيخنا البرهان [12أ-ج] صاحب الترجمة كان ينفر عنه كثيرا ويحذر من قراءة كتبه ومطالعتها تحذيرا بالغا ويشدد في ذلك ويقول: إن النظر فيها يعمي البصيرة ويوقع في الشبه والشكوك [16-أ]ويزل قدم الناظر فيها في مداحض الأوهام ويهدم أساس الإيمان وينبت النفاق في القلب وله يد طولى في نقض أدلة الفلاسفة(6)، وساعد قوي في رد أبحاثهم (7) والأشعار والأنظار والانتظار خلاف ما ذهبوا إليه والنقض لمسائلهم والهدم لما أسسوه، وإقامة البراهين العقلية العقلة على القواعد الإسلامية التي جاءت بها الأنبياء عليهم السلام، وكان يذهب مذهب بن تيمية وابن القيم ولكنه كان لا يعجبه أكثر أبحاثهما (8) مع الفلاسفة لما يطلقانه من مستبشع العبارات وتقريراتهما لمذاهب الحكماء حتى يوقعان الناظر في الشكوك بسبب تصريحهما بما ينبغي ستره وإلزاماتهما بما يليق كتمه فما كل من نظر يعرف الحقائق ولا كل من طالع يخلص من المضائق، وكان يرشد إلى
Shafi 75