ألا أيها الناعي ذفافة ذا الندى ... تعست وشلت من أناملك العشر
ولا مطرت أرضًا سماءٌ، ولا جرت ... نجومٌ، ولا لذت لشاربها الخمر
كأن بني القعقاع بعد وفاته ... نجوم سماء خر من بينها البدر
توفيت الآمال بعد ذفافةٍ ... فأصبح في شغلٍ عن السفر السفر
يعزون عن ثاوٍ تعزى به العلا ... ويبكى عليه البأس والمجد والشعر
وما كان إلا مال من قل ماله ... وذخرًا لمن أمسى وليس له ذخر
قال أبوعبد الله محمد بن داود بن الجراح: قال أبو محمد اليزيدي: أنشدني دعبلٌ هذه القصيدة، وجعل يعجبني من الطائي في ادعئه إياها، وتغييره بعض أبياتها.
٢٥ - وقال مسلم بن الوليد يرثي:
فاذهب كما ذهبت غوادي مزنةٍ ... أثنى عليها السهل والأوعار
أخذ أبو تمام المعنى وقصر ف يالعبارة، فقال:
وقفنا فقلنا بعد أن أفرد الثرى ... به ما يقال في السحابة تقلع
وتقصيره عن مسلم أن مسلمًا قال " أثنى عليها السهل والأوعار " فأراد أن هذه السحابة عمت بنفعها، وفي قول أبي تمام " ما يقال في السحابة تقلع " إبهام؛ لأنه لم يفصح بالثناء عليها وأنها نفعت، وقد يقال في السحابة إذا أقلعت ما هو غير
1 / 73