فقيل لرجل من بني حنيفة: من أي الأثلاث أنت؟ فقال: من الثلث الملغى.
وسمع إسحاق بن إبراهيم الموصلي عمارة بن عقيل ينشد لجرير:
لما تذكرت بالديرين أرقتني ... صوت الدجاج وقرعٌ بالنواقيس
فقال: أخطأ والله أبوك، التأذين لا يكون في أول الليل، وقال من طلب العذر لجرير: أرقني انتظار صوت الدجاج.
وعاب الأخطل الفرزدق في قوله:
أبنى غذانة إنني حررتكم ... فوهبتكم لعطية بن جعال
لولا عطية لاجتدعت أنوفكم ... من بين ألام أعين وسبال
قال: وكيف وهبهم له وهو يهجوهم بمثل هذا الهجاء؟ وقال عطية حين بلغه الشعر: ما أسرع ما رجع أخي في هبته؟ ومدح الفرزدق الحجاج وقد دخل عليه ببيت واحد، فقال:
ومن يأمن الحجاج والطير تتقيعقوبته إلا ضعيف العزائم؟
فقال له الحجاج: الطير تتقى الثوب، وتتقي الصبى، ما جئت بشيء؟ وإنما أراد الفرزدق الطائر الذي يطير في السماء فليست تناله يدٌ.
1 / 47