وقال:
فكم لي من هواء فيك صافٍ ... غذى جوه، وهوى وبي
فقال غذى وهو غذٍ بالتخفيف.
وقال في قصيدة:
على الأعادي ميكالٌ وجبريل
فأوقع الإعراب على الياء من الأعادي، وذلك غير جائز لمتأخر. وقال:
ستين ألفًا وسبعينًا ومثلهما ... كتائب الخيل تحميها الأراجيل
فنون النون من " سبعين " وهذا لا يسوغه محدثٌ، ونحو هذا مما ليست بنا حاجة إلى ذكره؛ لأنا لم نتتبعه ولا عبناه به؛ لما وصفناه في باب اللحن وكثرته في أشعاره المتأخرين، وإنما عبناه بخطائه في معانيه، وإحالته في استعارته، وكثرة ما بورده من الساقط والغث البارد، مع سوء سبكه، ورداءة طبعه، وسخافة لفظه، مما سنذكره في باب آخر من الاحتجاج عليكم.
فأما ما عبتم به البحتري من قوله:
يخفى الزجاجة لونها فكأنها ... في الكف قائمةٌ بغير إناء
1 / 32