471

جاءهم الهدى ) [55] يدل على أنه مكنهم من الإيمان وأزاح سائر عللهم فيه ، وإلا لم يكن ليصح هذا القول منه ، ألا ترى أن أحدنا لو قيد غلامه بالقيد الثقيل وأغلق الباب عليه ، لم يصح أن يقول له مع ذلك : ما منعك أن تتصرف فى الأسواق؟ ، ومتى وقع ذلك منه عد سخفا ، تعالى الله عن ذلك!

** 440 وأما قوله :

فقد تقدم القول فى نظائره ، فلا وجه لإعادته (2).

** 441 مسألة :

غير قادر على ما ليس بفاعل له ، فقال : ( قال إنك لن تستطيع معي صبرا ، وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا ) [ 67 68 ] فبين أنه غير مستطيع للصبر ، من حيث لم يقع الصبر منه (3)!

والجواب عن ذلك : أن ظاهره لا يدل على ما قالوه ، لأنه يقتضى أن لا يستطيع الصبر فى المستقبل ، لأن « لن ) إذا دخلت فى الكلام أفادت الاستقبال ، وهذا مما لا يمتنع عندنا ، سواء قيل إن القدرة مع الفعل ، أو قبله ، وإنما كان يصح تعلقهم بالظاهر لو أفاد أنه غير مستطيع فى الوقت ، من حيث لم يحصل الصبر منه. وليس فى الظاهر ذلك.

وقول موسى عليه السلام فى جواب ذلك : ( قال ستجدني إن شاء الله صابرا ) [69] يدل على الاستقبال ، ويدل أيضا على فساد تعلقهم به ، من وجه آخر ، وذلك أن صاحب موسى لو أراد بقوله : ( لن تستطيع معي صبرا ) نفى

Shafi 476