410

عباده إلى الإيمان والنجاة ، فقال : ( وبرزوا لله جميعا ، فقال الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء قالوا لو هدانا الله لهديناكم ) (1)!

وهذه الآية تدل على أنه تعالى جسم ، ليصح أن يبرز إليه عباده.

والجواب عن ذلك : أنه تعالى إنما ذكر ذلك عنهم فى القيامة وقد زال التكليف وحصل وقت الجزاء ، فلا يجوز أن يريد بقوله : ( قالوا لو هدانا الله لهديناكم ) ما ذكروه من الإيمان.

وقوله تعالى من بعد : ( سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ) يدل على أن المراد بما تقدم ذكره من الهدى ما يتصل بما يتعذر التخلص منه ، فإذا يجب أن يكون المراد بذلك أنه تعالى لو جعل لهم إلى النجاة طريقا لنجوا ، وتخلصوا ، وخلصوا أتباعهم ، فإذا لم يجعل لهم إلى ذلك طريقا فالنجاة فيهم وفى أتباعهم ميثوس منها ، ولذلك قالوا : ( سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ).

وقد قيل : إنهم أرادوا بذلك أنه تعالى لو هداهم فى دار الدنيا إلى ما اختاروه من الكفر ، بأن جعله دينا صحيحا ، لهدوا أتباعهم الذين دعوهم إلى طريقهم! والأول أقوى.

** 375 وقوله تعالى من بعد :

إن الله وعدكم وعد الحق ، ووعدتكم فأخلفتكم ) [22].

Shafi 415