374

وليس فيه دلالة على أنه الخالق لأفعالهم ، بل يدل على خلافه ، لأن الابتلاء والامتحان والتكليف لا يصح إلا مع القدرة والتمكين من الأفعال ، على ما نقوله فى هذا الباب.

** 338 مسألة :

فإلم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله ) [14].

والجواب عن ذلك : أن ظاهره يوجب أن إنزال القرآن بالعلم ، ويدل على أنه به (1) يوصل إليه حتى يكون كالقدرة والآلة ، وذلك ليس بقول لأحد ، وقد بينا القول فى ذلك فى آخر سورة النساء (2).

والمراد بالآية : التنبيه على إعجاز القرآن ؛ لأنه تعالى بين قبل هذه الآية ما يجرى مجرى التحدى ، فقال : ( أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات ) [13] ثم قال منبها على تعجيزهم : ( فإلم يستجيبوا لكم ) يعنى : فى المعارضة ، فاعلموا أنما أنزل من قبله تعالى ، ولاختصاصه بكونه عالما بما هو عليه من الفصاحة والنظم ، ولا مدخل لإثبات العلم فى هذا الباب ، يبين ذلك أنه تعالى قرر أنه أنزل بعلمه ، من حيث تعذر عليهم ، وإثبات علمه لا يتقرر بهذا الوجه ، وإنما يتقرر به أنه معجز من قبله ، من حيث تعذر عليهم فعل مثله.

** 339 دلالة :

أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون. أولئك الذين ليس لهم في

Shafi 375