238

الدنيا فى التمكن وزوال الإلجاء ، لعاد حالهم إلى حال التكليف ، وقد علمناه زائلا عنهم (1).

فإذا صح ذلك وجب صرف الآية لو كان ظاهرها ما قالوه إلى خلاف ما حملوه عليه ، بأن يقال : إنما أراد بقوله تعالى : ( انظر كيف كذبوا على أنفسهم ) فى دار الدنيا بإخبارهم عنها أنهم مصيبون وأنهم غير مشركين ، فأرادوا بقولهم : ( ما كنا مشركين ) أنا لم نكن عند أنفسنا وفى ظننا واعتقادنا ، فكيف والظاهر لا يدل إلا على أنهم كذبوا على أنفسهم ، من غير ذكر وقت! فمن أين أنهم كذبوا فى الآخرة دون الدنيا؟

ولو صرف ظاهره إلى الدنيا لكان أقرب ؛ لأن الفعل ماض غير مستقبل ومضى الفعل من غير توقيت لا يخصص زمانا دون زمان.

وقوله تعالى : ( وضل عنهم ما كانوا يفترون ) (2) يدل على ذلك (3)؛ لأنه

انظر الطبرى : 7 / 165 169. وإن كان لا يمتنع عند المرتضى أن تكون الآية تتناول ما يجرى فى الآخرة. ثم تتلوها آية تتناول ما يجرى فى الدنيا (لأن مطابقة كل آية لما

Shafi 239