226

يعقبه بالذم ، ولا أن يجعله فى حكم الجزاء على ما لأجله عاقبهم وأراد ذلك فيهم.

** 194 مسألة :

كافر ، كما أنه ظالم فاسق ، فقال : ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ... ) [44] « وهذا يوجب صحة قول الخوارج (1).

والجواب عن ذلك من وجوه : منها : أن المراد بالآية اليهود فقط ، لأنه تعالى قال من بعده : ( وقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم ) [46] وذلك يوجب تخصيص الكلام ، ويقتضى أن من لم يحكم بما أنزل الله من اليهود فهو كافر.

فإن قال : إذا صح فيهم ذلك من حيث لم يحكموا بما أنزل الله ، استمر فينا أيضا ، وصار عاما من هذا الوجه!

قيل له : إنه لا يمتنع « فيما هو كفر (2) أن يختلف بالشرائع ، فكذلك الكبائر ، لأنه يختلف مواقعه لأحوال ترجع إلى المكلف (3)، فهو كالمصالح فى ذلك ، فلا يجب ما ذكرته.

ومنها : أن ظاهر الآية يقتضى أن من لم يحكم بكل ما أنزل الله فهو كافر ؛ لأن لفظة : « ما ) فى المجازاة يعم ، ومن هذا حاله لا بد أن يكون كافرا ، لأن فى جملة الأحكام ما يعلم من دين (4) الرسول عليه السلام ضرورة ، فمتى لم يحكم به وبصحته فهو كافر لا محالة.

Shafi 227