217

الجزاء (1) لنقضهم الميثاق ، فكيف يجوز حمل ذلك على أن المراد به نفس الكفر الذى لا فرق بين أن يقع عقيبا لغيره أو مبتدأ عندكم ، فى أن ذلك لا يكون جزاء وهذا يبين أن المراد بذلك ما يجرى مجرى اللعن من الذم والاستخفاف والاسم والحكم ، على ما بينا.

ولو كان تعالى خلق ذلك فيهم ، لم يجز أن ينسب نقض الميثاق إليهم ؛ لأن ذلك يتناقض.

** 186 مسألة :

على الكفر والمعصية ، فقال : ( ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء ) [14].

والجواب عن ذلك : أن ظاهر الإغراء هو البعث على بعض (2) الأمور بتقوية الدواعى ، ولم يذكر تعالى أنه أغرى بينهم في ماذا ، فيكون للقوم به تعلق!

وظاهره إذا أطلق لم يعلم المراد به ، لأنه لا يمكن أن يدعى فيه العموم ، لأن لفظه ينبئ عن الإخبار عن أنه تعالى فعل ما سمى إغراء ، فكما أن المخبر عن أنه ضرب ، لا يقتضى كلامه العموم ، فكذلك إذا قيل أغرى.

فإن قيل : فقد ذكر تعالى العداوة والبغضاء!

قيل له : فهذا يبطل قولك : إن المراد به الكفر والمعصية!

فإن قال : إن عداوة بعضهم لبعض هو كفر ، فلذلك حملت الآية عليه!

قيل له : ليس الأمر كذلك ، لأن اليهودى إذا عادى النصرانى من حيث

Shafi 218