Kur'ani Mai Kama Juna

Al-Qadi Abd al-Jabbar d. 415 AH
190

وقوى به هذا التأويل ، وأفسد به قول من تأوله : على أنه تعالى يعيد جلدا بعد جلد سوى جلودهم.

ولا يمتنع أن يصحح ذلك بأن يقال : إنه تعالى يعيد جلدا بعد جلد ، ويدع الجلد (1) الأول يحترق ويتفرق ، فيصير من أجزاء النيران ، فلا يؤدى (2) ذلك الى ما ذكره رحمه الله ، ويصح كلا التأويلين.

فأما قول من ظن أن الجلد يعاقب ، أو له مدخل فى الباب ، فبعيد ، لأن الجملة هى المستحقة للذم والمدح ، ولذلك (3) يحسن منا مدح السمين بعد النحافة على فعله المتقدم ، ولذلك جوزنا فى يد السارق أن تعاد ، إذا تاب (4)، وهو فى الجنة.

وعلى هذا الوجه يصح ما تظاهرت فيه الرواية عن رسول الله صلى الله عليه من أنه يعظم أجسام أهل النار ، إذا هو عاقبهم (5)، ولو وجب أن يعتبر بأجزاء

Shafi 191