Kur'ani Mai Kama Juna

Al-Qadi Abd al-Jabbar d. 415 AH
166

والجواب عن ذلك : أنه لو تولى صرفهم على ما يقتضيه الظاهر (1) لم يكن ليذمهم بما ذكره من قبل ، وقد قال : ( حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون ) يعنى يوم بدر (2) ( منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ) فأضاف أفعالهم إليهم (3) وذمهم بها ، وبين أن التنازع كان من قبلهم ، وأنهم عصوا بذلك من حيث لم يثبتوا على ما رسم لهم الرسول صلى الله عليه فى المحاربة وعدلوا عنه رغبة فى الغنائم ، وأنهم فعلوا ذلك و (4) قد عظمت نعمة الله عليهم يوم بدر ، ليبين لهم (5) أن المعصية تقع لمكان تقدم النعمة ، فلما بين ذلك أجمع ، ذكر أنه صرفهم عنهم ، من حيث لم يلطف لهم ولا أعانهم. كفعله بهم (6) يوم بدر ، لأنهم لما عصوا كان الصلاح التشديد عليهم بترك المعونة ، فصار قوله : ( ثم صرفكم عنهم ) كالجزاء على ما تقدم ذكره من معاصيهم ، ولا يكون ذلك الا والمراد ما قلنا. « ولذلك قال (7): ليبتليكم : يعنى ليمتحنكم ؛ لأن لله تعالى أن يمتحن العباد بما يكون نفعا لهم فى العاقبة وإن كان يضر ويغم فى الحال ، ولو كان تعالى خلق الصرف

Shafi 167