فما بقي إلا أن نحمل الاستواء على معنى الاستيلاء(1)، والعرش بمعنى الملك، فيكون معنى الآية: أن الله سبحانه خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعني استولى على الملك، أي استولى على السماوات والأرض وما فيها وسيطر عليها؛ لأنها ملكه تعالى، فلا يخرج شيء عن إرادته وقدرته(1)، إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون، قال الشاعر:
قد استوى بشر على العراق من غير سيف او دم مهراق
إذا هذا المعنى الذي ذكرناه للآية معنى عربي جاءت به اللغة العربية، وباستعمالنا إياه سلمنا من التناقض بين الآيات وبقينا على تنزيه الله تعالى، وأنه لا يكون في مكان ولا يحويه مكان.
ويمكن أن نحمل العرش على حقيقته والاستواء على الاستيلاء، من دون أن ندخل في تشبيه أو تجسيم فنقول: إنه يمكن أن يكون العرش على حقيقته وهو مخلوق عظيم، ولكن لا على أن الله استقر عليه بل على أن الله خلق مخلوقا كبيرا عظيما وسع السموات والأرض فهو أعظم منها وأكبر.
Shafi 54