فإذا جاهد الإنسان نفسه وتغلب على هواه فلا بد أن يهديه الله لمعرفة الحق، كما قال تعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا} [العنكبوت:69]، وقال: {والذين اهتدوا زادهم هدى} [محمد:17]، وقال: {إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا} [الأنفال:29].
وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى وهدانا الطريقة المثلى.
[أساليب العرب في الكلام]
إذا علمت ذلك فاعلم أن القرآن قد نزل بلغة العرب كما مر ذكره، ولغة العرب لها أساليب مختلفة تعبر بها العرب عما في نفسها من المعاني، وبهذا تميزت اللغة العربية عن سائر اللغات، وبذلك تحصل البلاغة والجمال في اللغة التي اختصها الله بأن أنزل القرآن الكريم عليها.
فمن هذه الأساليب العربية:
الحقيقة وهي: الكلمة المستعملة فيما وضعت له في اصطلاح التخاطب.
ومنها: المجاز: وهو نوعان:
مجاز عقلي: وهو إسناد الفعل أو شبهه إلى غير من هو له بل إلى ملابسه، كما قال تعالى: {في عيشة راضية(21)} [الحاقة]، والأصل: راض صاحبها، ومثل قوله تعالى حاكيا عن فرعون: {يا هامان ابن لي صرحا} [غافر:36]، مع أن الباني حقيقة هم العمال.
Shafi 32