من جو على مسيرَة ثَلَاث صعدت الأطم الَّذِي يُقَال لَهُ الْكَلْب فَنَظَرت اليهم وَقد استتر كل شَجَرَة تلبيسا عَلَيْهَا فارتجزت بقولِهَا
(الرجز)
(أقسم بِاللَّه لقد دب الشّجر ... أَو حمير قد أخذت شَيْئا تجر)
فكذبها قَومهَا فَقَالَت وَالله لقد أرى رجلا ينهش كَتفًا أَو يخصف نعلا فَمَا تأهبوا حَتَّى صبحهمْ الْجَيْش وَقَالَ الْأَعْشَى يقص ذَلِك
(الْبَسِيط)
(مَا نظرت ذَات أشفار كنظرتها ... حَقًا كَمَا صدق الذئبي إِذْ سجعا)
(اذ قلبت مقلة لَيست بمقرفة ... إِنْسَان عين ومأقا لم يكن قمعا)
(فَنَظَرت نظرة لَيست بكاذبة ... وَرفع الْآل رَأس الْكَلْب فارتفعا)
(قَالَت أرى رجلا فِي كَفه كتف ... أَو يخصف النَّعْل لهفي أَيَّة صنعا)
(فكذبوها بِمَا قَالَت فصبحهم ... ذُو آل حسان يزجي الْمَوْت والشرعا)
(فاستنزلوا أهل جو من مساكنهم ... وهدموا شاخص الْبُنيان فاتضعا)
وَقَالَ لَهَا حسان مَا كَانَ طَعَامك فَقَالَت ورمكة فِي كل يَوْم بمخ عنوق وَقَالَ فَبِمَ كنت تكتحلين قَالَت بغبوق من صَبر وصبوح من أثمد وشق عينهَا فَرَأى عروقا سُودًا من الاثمد وَهِي أول من اكتحل
1 / 19