أبسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
الْحَمد لله على مَا أثلج بِهِ صدورنا من برد الْيَقِين، وكساه أعطافنا من تشريف الْإِسْلَام، وَأثبت عَلَيْهِ أقدامنا من صراطه الْمُسْتَقيم، وَالصَّلَاة على مصطفاه من خلقه مُحَمَّد وعترته الْأَبْرَار؛ التصنيف مضمار تنصب إِلَيْهِ خيل السباق من كل أَوب ثمَّ تتجارى؛ فَمن شاط بعيد الشأو وساع الخطو تشخص الْخَيل وَرَاءه إِلَى مطهم سباق إِلَى الحلبة ميفاء على القصبة، وَمن لَا حق بالأخريات مطرح خلف الأعقاب، ملطوم عَن شقّ الْغُبَار، مَوْسُوم بالسكيت المخلف، وَمن آخذ فِي الْقَصْد متنزل سطة مَا بَينهمَا قد انحرف عَن الرجوين، وجال بَين القطرين، فَلَيْسَ بالسابق المفرط وَلَا اللَّاحِق المفرط: وَقد تصديت للانصباب فِي هَذَا الْمِضْمَار تصدى القاصد بذرعه الرَّابِع على ظلعه، فتدبرت شعب الْفَنّ الَّذِي أَنا كَائِن بصدده وقائم بإزائه، فصادفت الشعبة الَّتِي هِيَ أَمْثَال الْعَرَب خَلِيقَة بالميل فِي صغو الاعتناء بهَا،
1 / 1
ب والكدح فِي تَقْوِيم عنادها، وَإِعْطَاء بداهة الوكد وعلالته إِيَّاهَا، لما آنست من تناهي فاقة الأفاضل عَن آخِرهم إِلَى استكشاف غوامضها والغوص على مشكلاتها، وَلَا سِيمَا من انتدب مِنْهُم لتدريس قوانين الْعَرَبيَّة وإقراء الْكتب الْكِبَار، فناط بِهِ الرَّغْبَة كل طَالب، وَغشيَ ضوء ناره كل مقتبس، وَوجه إِلَيْهِ النجعة كل رائد، وَكم يتلقاك فِي هَذَا الْعَصْر الَّذِي قرع فِيهِ فنَاء الْأَدَب وصفر إناؤه، اللَّهُمَّ إِلَّا عَن صرمة لَا يسئر مِنْهَا الْقَابِض، وصبابة لَا تفضل عَن التبرض من دهماء المتحلين مِمَّا لم يحسنوه المتشبعين بِمَا لم يملكوه، من لَو رجعت إِلَيْهِ فِي معنى أَسِير مثل لفتل أَصَابِعه سدرا ولاحمرت ديباجتاه نشورا أَو توقح فأساء جابة فافتضح وَتكشف عواره؛ وأيم الله! إِنَّهَا لمدحضة الأرجل وبخبرة الرِّجَال، بهَا يتَخَلَّص الْخبث عَن الإبريز، وينماز الناكصون عَن ذَوي التبريز؛ ثمَّ هِيَ قصارى فصاحة الْعَرَب العرباء، وجوامع كلمها، ونوادر حكمهَا، وبيضة منطقها، وزبدة حوارها، وبلاغتها الَّتِي أعربت بهَا عَن القرائح السليمة والركن البديع إِلَى ذرابة اللِّسَان وغرابة اللسن، حَيْثُ أوجزت اللَّفْظ فأشبعت الْمَعْنى،
1 / 2
ج وَقصرت الْعبارَة فأطالت المغزى، ولوحت فأغرقت فِي التَّصْرِيح، وَكنت فأغنت عَن الإفصاح، بله الِاسْتِظْهَار بمكانها والتمنع بجانبها عِنْد الانتظام فِي سلك التذاكر، وإفاضة أزلام التناظر، وتذاوق بعض أهل الْأَدَب بَعْضًا؛ وَإِنَّهَا للمحافل إِذا حوضر بهاء وللأفاضل مَتى أوردوها أبهة، وللنثر أَنى سلكت أثناءه طلاوة، وللشعر كَيفَ انساقت فِي تضاعيفه متانة؛ ولأمر مَا سبقت أراعيل الرِّيَاح، وتركتها كالراسفة فِي الْقُيُود بتدارك سَيرهَا فِي الْبِلَاد مصعدة ومصوبة، واختراقها الْآفَاق مشرقة ومغربة، حَتَّى شبهوا بهَا كل سَائِر أَمْعَنُوا فِي وَصفه، وشارد لم يألوا فِي نَعته، فقيدت من أوابدها مَا أعرض، واقتنصت من شواردها مَا أكثب، ثمَّ ربطتها فِي قرن تَرْتِيب حُرُوف المعجم ارتباطا جنحت فِيهِ إِلَى وطاء منهاج أبين من عَمُود الصُّبْح غير متجانف للتطويل عَن الإيجاز؛ وَذَلِكَ أَنى بوبتها فأوردت مَا فِي أَوله الْهَمْز، ثمَّ قفيت على أَثَره بِمَا فِي أَوله الْبَاء وهلم جرا إِلَى مُنْتَهى أَبْوَاب أَبْوَاب الْكتاب، وفصلت كل بَاب فَقدمت فِي بَاب الْهَمْز إِيَّاه مَعَ الْألف عَلَيْهِ مَعَ الْبَاء، وَفِي بَاب الْبَاء إِيَّاهَا مَعَ الْألف على السائر وهلم جرا إِلَى مُنْتَهى فُصُول الْأَبْوَاب؛ وَقد استمررت على مُرَاعَاة هَذَا النمط
1 / 3
د فِي أوساط الْكَلم وأواخرها، وَمَتى تَسَاوَت صُدُور الْأَمْثَال وَجَاءَت شرعا لَا يدلى بَعْضهَا بِفضل التَّقَدُّم على بعض عدلت بِالنّظرِ إِلَى أعجازها فَقدمت الأحق فالأحق، وكل كلمة وَجدتهَا متكررة سطرتها كرة وَاحِدَة ثمَّ لم أتعرض لَهَا فِي سَائِر مواقعها إِلَى أَن انْتَهَيْت إِلَى أُخْتهَا الَّتِي تطَأ؛ عَقبهَا إِلَّا إِذا استكره ذَلِك وغمض، وَقد عنيت فِي شرحها بإيراد قصصها، وَذكر النكت وَالرِّوَايَات فِيهَا، والكشف عَن مَعَانِيهَا والإنباه على مضاربها، والتقاط أَبْيَات الشواهد لَهَا، على أَنى اشْترطت تحري الِاخْتِصَار وَتَجْرِيد الْأَلْفَاظ عَن الفضلات الَّتِي يسْتَغْنى عَنْهَا فِي حط اللثام عَن وَجه الْمَعْنى، ولارتفاع الْكتاب محيطا بِهَذِهِ النعوت كلهَا سميته " المستقصى فِي أَمْثَال الْعَرَب "، وَكَأَنِّي بالعالم الْمنصف قد اطلع عَلَيْهِ فارتضاه وأجال فِيهِ نظرة ذِي علق وَلم يتلفت إِلَى حُدُوث عَهده وَقرب ميلاده لِأَنَّهُ إِنَّمَا يستجيد الشَّيْء ويسترذله لجودته ورداءته فِي ذَاته لَا لقدمه وحدوثه، وبالجاهل الْمشْط قد سمع بِهِ فسارع إِلَى تمزيق فروته وتوجيه المعاب إِلَيْهِ، وَلما يعرف نبعه من غربه وَلَا صقره من خربه وَلَا عجم عوده وَلَا نفض تهائمه ونجوده، وَالَّذِي غره مِنْهُ أَنه عمل مُحدث لَا عمل قديم وَحسب أَن الْأَشْيَاء تنقد أَو تبهرج لِأَنَّهَا تليدة أَو طارفة، وَللَّه در من يَقُول:
1 / 4
هـ // (الطَّوِيل) //
(إِذا رضيت عني كرام عشيرتي ... فَلَا زَالَ غضبانا عَليّ لثامها)
والأمثال يتَكَلَّم بهَا كَمَا هِيَ، فَلَيْسَ لَك أَن تطرح شَيْئا من عَلَامَات التَّأْنِيث فِي " أطري فَإنَّك ناعلة، وَلَا فِي " رمتني بدائها وانسلت " وَإِن كَانَ الْمَضْرُوب لَهُ مذكرا، وَلَا أَن تبدل اسْم الْمُخَاطب من عقيل وَعَمْرو فِي " أشئت عقيل إِلَى عقلك " و" هَذِه بِتِلْكَ فَهَل جزيتك يَا عَمْرو " والتمثل تطلب؛ الْمُمَاثلَة كالتعهد والتوقع والتوكف بِمَعْنى تطلب الْعَهْد والوقوع والوكيف وَلِهَذَا تمثلت حاتما أَجود من تمثلت بِهِ كتعهدته وتوقعته وتوكفته وَالضَّرْب الْبَيَان من قَوْلك: ضرب لَهُ موعدا، أَي بَينه.
1 / 5
١ -
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم بَاب الْهمزَة الْهمزَة مَعَ الْألف ١ - آبل من حنيف الحناتم أَي أحذق برعية الْإِبِل ومصلحتها وَهُوَ أحد بنى حنتم بن عدي بن الْحَارِث بن تيم الله بن ثَعْلَبَة وَيُقَال لَهُم الحناتم قَالَ يزِيد بن عَمْرو بن قيس بن الْأَحْوَص (الطَّوِيل) (لتبك النِّسَاء المرضعات بسحرة ... وكيعا ومسعودا قَتِيل الحناتم) وَمن آبالته إِن ظمأ ابله كَانَ غبا بعد الْعشْر وَمن كَلِمَاته من قاظ الشّرف وتربع الْحزن وتشتى الصمان فقد أصَاب المرعى وَسُئِلَ عَن أفضل مرعى فَقَالَ خياشيم الْحزن فالصمان قيل ثمَّ أَي قَالَ أزهى أجلى أَنى شِئْت أجلى مَوضِع والازهاء إنبات الزهو أَي النُّور وَقد حَكَاهُ بَعضهم عَن بنت الخس وروى أرها أجلى أَنى شَاءَت أى أر الابل
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم بَاب الْهمزَة الْهمزَة مَعَ الْألف ١ - آبل من حنيف الحناتم أَي أحذق برعية الْإِبِل ومصلحتها وَهُوَ أحد بنى حنتم بن عدي بن الْحَارِث بن تيم الله بن ثَعْلَبَة وَيُقَال لَهُم الحناتم قَالَ يزِيد بن عَمْرو بن قيس بن الْأَحْوَص (الطَّوِيل) (لتبك النِّسَاء المرضعات بسحرة ... وكيعا ومسعودا قَتِيل الحناتم) وَمن آبالته إِن ظمأ ابله كَانَ غبا بعد الْعشْر وَمن كَلِمَاته من قاظ الشّرف وتربع الْحزن وتشتى الصمان فقد أصَاب المرعى وَسُئِلَ عَن أفضل مرعى فَقَالَ خياشيم الْحزن فالصمان قيل ثمَّ أَي قَالَ أزهى أجلى أَنى شِئْت أجلى مَوضِع والازهاء إنبات الزهو أَي النُّور وَقد حَكَاهُ بَعضهم عَن بنت الخس وروى أرها أجلى أَنى شَاءَت أى أر الابل
1 / 1
٢ - من مَالك بن زيد مَنَاة كَانَ على كَونه محمقا آبل أهل زَمَانه وَله
(الرجز)
أوردهَا سعد وَسعد مُشْتَمل ... مَا هَكَذَا تورد يَا سعد الْإِبِل)
وَذَلِكَ أَنه بنى على امْرَأَة واشتغل بالاعراس بهَا فأورد أَخُوهُ سعد الْإِبِل وأخل بالرفق بهَا وَحسن الْقيام بإيرادها فعاب عَلَيْهِ ذَلِك وَقيل أوردهَا سعد وَمَالك فِي صفرَة فَقَالَ سعد
(الرجز)
(يظل يَوْم وردهَا مزعفرا ... وهى خناطيل تجوس الخضرا)
فَقَالَت لَهُ امْرَأَته وهى النوار بنت جلّ بن عدي أجب أَخَاك فأرتج عَلَيْهِ فلقفته هَذَا الْبَيْت
٣ - آخر الْبَز على القلوص أسر مَالك بن كومة وَعَمْرو بن الزبان الذهليان كتيف بن زُهَيْر الثَّعْلَبِيّ فاحتقا فِيهِ فحكماه فَقَالَ لَوْلَا مَالك لَكُنْت فِي أَهلِي فَلَطَمَهُ عَمْرو وَكَانَ مَالك امْرأ حَلِيمًا فَقَالَ لكتيف جعلت
1 / 2
فدَاك لَك وَهُوَ مائَة بعير بلطمة عَمْرو وجز ناصيته وخلاه وَقَالَ كتيف اللَّهُمَّ ان لم تصب بني زبان بقارعة لَا أُصَلِّي لَك صَلَاة أبدا فَضرب الدَّهْر ضربانه حَتَّى دله خوتعة رجل من بني غفيلة بن قاسط عَلَيْهِم وهم فِي إبلهم فَجمع لَهُم ثمَّ أَتَاهُم فَقَالَ لَهُ عَمْرو إِن فِي خدي بَوَاء من خدك فَخذ لطمتك فَأبى وَضرب أَعْنَاقهم وَجعل رُؤْسهمْ فِي مخلاة وعلقها فى عنق نَاقَة لَهُم تسمى الدهيم فراحت إِلَى بَيت الزبان فَرَأى المخلاة فَقَالَ أصَاب بني بيض نعام ثمَّ أَهْوى بِيَدِهِ فِيهَا فَإِذا هُوَ بِرَأْس فَقَالَ هَذَا يُرِيد ان هَذَا آخر مَا كَانَ بنوه يجيئون بِهِ من أسلاب النَّاس وبزهم فَلَا بز بعده
يضْرب مثلا فِي التأسف على انْقِطَاع الْأَمر
٤ - الدَّوَاء الكي لِأَنَّهُ إِنَّمَا يقدم عَلَيْهِ بعد أَن لَا ينفع كل دَوَاء وَقيل آخر الطِّبّ وَقيل آخر الدَّاء العياء أَي إِذا أعضل وأبى قبُول كل دَوَاء حسم بالكي آخر الْأَمر وقائله لُقْمَان بن عَاد وَذَلِكَ أَنه أقبل ذَات يَوْم فَبينا هُوَ يسير إِذْ أَصَابَهُ أوام فهجم على مظلة فى فنائها امْرَأَة تداعب
1 / 3
رجلا فَاسْتَسْقَى فَقَالَت الْمَرْأَة اللَّبن تبغي أم المَاء فَقَالَ أَيهمَا كَانَ وَلَا عداء قَالَت أما اللَّبن فخلفك وَالْمَاء أمامك قَالَ الْمَنْع كَانَ اوجز فَنظر إِلَى صبى يبكي ويستسقي فَلَا يكترث لَهُ وَلَا يسقى فَقَالَ إِن لم يكن لكم فِي هَذَا الصَّبِي حَاجَة دفعتموه إِلَى فكفلته قَالَت ذَلِك إِلَى هانىء وهانىء زَوجهَا قَالَ أَو هانىء من الْعَدو ثمَّ قَالَ من هَذَا الشَّاب فانه لَيْسَ ببعلك قَالَت أخى قَالَ رب أَخ لَك لم تلده أمك ثمَّ نظر الى أثر يَد زَوجهَا فِي فتل الشّعْر فِي الْبناء فَعرف أَنه أعْسر فَقَالَ ثكلت الا عيسر أمه لَو يعلم الْعلم لطال غمه فذعرت الْمَرْأَة فعرضت عَلَيْهِ الطَّعَام وَالشرَاب فَأبى وَقَالَ الْمبيت على الطوى حَتَّى أنال بِهِ كريم المثوى خير من إتْيَان مَا لَا يهوى ثمَّ مضى فَإِذا هُوَ بِرَجُل يَسُوق إبِله وَيَقُول
(الرجز)
(روحي إِلَى اليى فَإِن نَفسِي ... رهينة فيهم بِخَير عرس)
(حسانة المقلة ذَات أنس ... لَا يشترى الْيَوْم لَهَا بآمس)
فَهَتَفَ بِهِ يَا هانىء وَقَالَ
(الرجز)
(يَا ذَا البجاد الحلكه ... وَالزَّوْجَة المشتركه)
(عش رويدا إبلكه ... لست لمن لَيْسَ لكه)
1 / 4
قَالَ هانىء نور نور الله أَبوك قَالَ لُقْمَان عَليّ التَّنْوِير وَعَلَيْك التَّغْيِير كل امرىء فِي أَهله أَمِير إنى مَرَرْت بهَا تغازل رجلا زعمته اخاها وَلَو كَانَ اخاها لجلى عَن نَفسه وكفاها الْكَلَام قَالَ هانىء كَيفَ علمت ان الْمنزل منزلي قَالَ عرفت عقائق هَذِه النوق فِي الْبناء وبو هَذِه الخلية فِي الفناء وسقب هَذِه الناب وَأثر يدك فِي الْأَطْنَاب قَالَ فَمَا الرَّأْي قَالَ أَن تقلب الظّهْر بَطنا والبطن ظهرا حَتَّى يستبين لَك الْأَمر أمرا قَالَ أَفلا أعالجها بكية توردها الْمنية قَالَ آخر الدَّوَاء الكي يضْرب فِي من يسْتَعْمل فى أول الْأَمر مَا يجب اسْتِعْمَاله فِي آخِره وَمن روى آخر الدَّاء الكى فَهَذَا الْمثل يضْرب فى أَعمال المخاشنة مَعَ الْعَدو إِذا لم يجد مَعَه اللين والمداراة
٥ - أَخّرهَا آقلها شربا الضَّمِير لِلْإِبِلِ أَي مَا تَأَخّر وُرُوده مِنْهَا قل نصِيبه من المَاء يضْرب فِي أكداء المبطى
٦ - آفَة الْمُرُوءَة خلف الْموعد عَن عَوْف الْكَلْبِيّ
٧ - آكل الدَّوَابّ برذونة رغوث أَي مرضع قالته بنت الخس يضْرب
1 / 5
للنهوم الَّذِي لَا يشْبع
٨ - من السوس قيل لخَالِد بن صَفْوَان بن الْأَهْتَم كَيفَ ابْنك قَالَ سيد فتيَان قومه ظرفا وأدبا قيل فكم ترزقه كل شهر قَالَ ثَلَاثِينَ درهما قيل وَأَيْنَ يَقع الثَّلَاثُونَ مِنْهُ هلا تزيده وَأَنت تستغل ثَلَاثِينَ ألفا قَالَ لثلاثون أسْرع فِي مَالِي أَي فِي إهلاكه من السوس بالصيف فِي الصُّوف فَحكى كَلَامه لِلْحسنِ الْبَصْرِيّ فَقَالَ أشهد أَن خَالِدا تميمي لرشدة
٩ - من الفار
١٠ - من الْفِيل قَالَ
(الطَّوِيل)
(وَيَأْكُل أكل الْفِيل من بعد شبعه ... وَيشْرب شرب الهيم من بعد أَن يرْوى)
١١ - من النَّار
١٢ - من حوت قَالَ جرير
1 / 6
(الطَّوِيل)
(ترامى بِهِ فِي لجة الْبَحْر زاخر ... فألقي فى فى الْحُوت فَالْحُوت آكله)
١٣ - من ردامة هُوَ رجل أكول من بني أَسد حكى أَنه حلب ثَلَاثِينَ نعجة فَشرب لَبنهَا
١٤ - من ضرس وَقيل من ضرس جَائِع
١٥ - من لُقْمَان هُوَ العادي وَمن تكاذيبهم أَنه كَانَ يتغدى بجزور ويتعشى بِأُخْرَى ويروى ويتخلل بحوار وَذَلِكَ بعد مَا ذربت معدته وانطوت امعاؤه وَإنَّهُ ضاجع امْرَأَته يَوْمًا وَقد أكل جزورا وأكلت فصيلا فَمَا قدر على الْإِفْضَاء إِلَيْهَا فَقَالَ كَيفَ أفْضى إِلَيْك وبيني وَبَيْنك بعيران
١٦ - آكل لحم أخي وَلَا أَدَعهُ لآكل أول من قَالَه الْعيار بن عبد الله الضَّبِّيّ وَذَلِكَ أَن ضرار بن عَمْرو وَأَبا مرحب الْيَرْبُوعي اخْتَصمَا عِنْد النُّعْمَان فنصر الْعيار ضِرَارًا وَكَانَت ذَات بَينهمَا غير صَالِحَة إِلَّا أَنه من أسرته فَقَالَ النُّعْمَان أتنصره وَهُوَ مناوئك فَقَالَ ذَلِك فَقَالَ النُّعْمَان
1 / 7
لَا يملك مولى لمولى نصرا يضْربهُ من ينَال من قَرِيبه ويغضب لَهُ عِنْد نيل غَيره مِنْهُ
١٧ - آلف من الْحمى ١٨
- من حمام مَكَّة قَالَ العجاج
(الرجز)
(والقاطنات الْبَيْت غير الرّيّ ... م أَو آلفا مَكَّة من ورق الحم)
اراد الْحمام فرخم وَقد ذكرت أوجه ترخيمه فِي شرح أَبْيَات الْكتاب
١٩ - من غراب عقدَة لَا تصرف على أَنَّهَا علم لأرض بِعَينهَا كَثِيرَة النّخل فالتأنيث والعلمية يأبيان صرفهَا وَتصرف على أَنَّهَا اسْم كل أَرض مخصبة والعقدة الْكلأ الكافى لِلْإِبِلِ وَمِنْهَا قيل لما فِيهِ بَلَاغ الرجل وكفايته من الْعقار عقدَة والغراب إِذا وَقع فِي هَذِه الأَرْض ألفها
٢٠ - من كلب
٢١ - آمن من الأَرْض من الْأَمَانَة لِأَنَّهَا تُؤدِّي مَا تودع
1 / 8
٢٢ - من الظبيى بِالْحرم من الْأَمْن
٢٣ - من حمام مَكَّة قَالَ كثير عزة
(الْخَفِيف)
(يَأْمَن الظبى وَالْحمام وَلَا ... يَأْمَن آل الرَّسُول عِنْد الْمقَام)
وَقَالَ عقبَة الاسدي
(الْكَامِل)
(مَا زَالَ مذ حجج بِمَكَّة ملحدا ... فِي حَيْثُ يَأْمَن طَائِر وحمام)
وَقَالَ النَّابِغَة
(الْبَسِيط)
(وَالْمُؤمن العائذات الطير يمسحها ... ركبان مَكَّة بَين الغيل والسند)
٢٤ - آنس من الْحمى
٢٥ - من الطيف
٢٦ - أهة وأميهة أَي حصبة وجدريا يضْرب فِي دُعَاء الشَّرّ
1 / 9
الْهمزَة مَعَ الْبَاء
٢٧ - ابأى من حنيف الحناتم من البأو وَهُوَ الْعجب وَالْكبر وَكَانَ لَا يكلم أحدا حَتَّى يبدأه بالْكلَام لشدَّة بأوه
٢٨ - مِمَّن جَاءَ بِرَأْس خاقَان هُوَ ملك من مُلُوك التّرْك ظهر على أرمينية وغلظت نكايته وَقتل عَاملا لهشام بن عبد الْملك فَجهز إِلَيْهِ سعيد ابْن عَمْرو الْحَرَشِي فِي جَيش فأوقع بِهِ وفض جموعه واحتز رَأسه وَجَاء بِهِ هشاما ففخم شَأْنه وفخر بذلك حَتَّى تمثل بِهِ
٢٩ - اباد الله غضراءهم أَي خَيرهمْ وغضارتهم وَقيل خضراءهم أَي شجرتهم الَّتِي تفرعوا مِنْهَا وَقيل اذْهَبْ الله نعمتهم وخصبهم وَقيل سوادهم لِأَن الخضرة عِنْدهم السوَاد يضْرب فِي الدُّعَاء على الْقَوْم فِي الاستئصال
٣٠ - أبخر من أَسد
٣١ - من صقر
1 / 10
٣٢ - أبخل من الضنين بنائل غَيره قَالَ
(الطَّوِيل)
(وَإِن امْرَءًا ضنت يَدَاهُ على امرىء ... بنيل يَد من غَيره لبخيل)
٣٣ - من حباحب ويروى من أبي حباحب وَهُوَ رجل من الْعَرَب كَانَ لَا يُوقد نَارا لِئَلَّا يتضيف وَلَا يقتبس مِنْهَا وَإِن أوقدها ثمَّ احس بِأحد أطفأها فَشبه بناره كل نَار لَا ينْتَفع بهَا فَقيل نَار الحباحب وَقيل هُوَ طَائِر يطير بِاللَّيْلِ يتَرَاءَى جنَاحه كشعلة نَار وَقيل الحباحب النَّار المنقدحة من سنابك الْخَيل عِنْد وَطئهَا الْحِجَارَة قَالَ النَّابِغَة
(الطَّوِيل)
(تقد السلوقي المضاعف نسجه ... ويوقدن بالصفاح نَار الحباحب)
وَقَالَ أَبُو حَيَّة النميري
(الطَّوِيل)
(يعشر فِي تقريبه فَإِذا انتحى ... عَلَيْهِنَّ فِي قف أرنت جنادله)
(وأوقدن نيران الحباحب والتقى ... حَصى تتراقى بَينهُنَّ دلادله)
1 / 11
وَقَالَ الْقطَامِي
(الطَّوِيل)
(يخود تخويد النعامة بعد مَا ... تصوبت الجوزاء قصد المغارب)
(أَلا إِنَّمَا نيران قيس إِذا شتوا ... لطارق ليل مثل نَار الحباحب)
وَقَالَ آخر
(الْكَامِل)
(أوضوء نَار حباحب إِذْ مَا بدا ... فيخاله الْجُهَّال ذَات تسعر)
٣٤ - من ذِي معذرة ويروى من ذِي عذرة وَهُوَ الَّذِي اذا سُئِلَ أَخذ فِي تلفيق المعاذير
٣٥ - من صبى يكون فِي يَده أدنى شَيْء فيبخل بِهِ
٣٦ - من كلب لَا مطمع فِيمَا يَنَالهُ وَإِن تعرض لَهُ هرش قَالَ الضَّحَّاك ابْن سعيد الهمذاني
(الْبَسِيط)
(فراشة الْحلم فِرْعَوْن الْعَذَاب وَإِن ... يطْلب مذاه فكلب دونه كلب)
1 / 12
٣٧ - من مادر هُوَ أحد بنى هِلَال بن عَامر بن صعصعة سقى إبِله ثمَّ سلح فِي فضلَة بقيت فِي أَسْفَل الْحَوْض ومدره بهَا ليعافه إبل غَيره فَلَا ترده وَفِيه يَقُول الشَّاعِر
(الطَّوِيل)
(لقد جللت خزيا هِلَال بن عَامر ... بني عَامر طرا بسلحة مادر)
(فأف لكم لَا تَذكرُوا الْفَخر بعْدهَا ... بني عَامر أَنْتُم شرار المعاشر)
وتحاكم بَنو هِلَال وَبَنُو فَزَارَة إِلَى أنس بن مدركة الْخَثْعَمِي فَذكرت بَنو فَزَارَة فعل مادر وَقَالَت بَنو هِلَال أَنْتُم أكلْتُم اير الْحمار وَذَلِكَ أَن فزاريا وتغليبا وكلابيا صادوا حمارا وَغَابَ الْفَزارِيّ فأكلا وخبأ لَهُ الجردان فَأَنْشَأَ يَأْكُلهُ وَلَا يكَاد يسيغه فضحكا فَفطن فاخترط السَّيْف وَأَرَادَ أَحدهمَا على أكله فَأبى فَقتله فَقَالَ الآخر طاح مرقمه فَقَالَ الْفَزارِيّ وَأَنت إِن لم تلقمه وَفِي ذَلِك يَقُول الْكُمَيْت بن ثَعْلَبَة
(الوافر)
(نشدتك يَا فزار وَأَنت شيخ ... إِذا خيرت تخطىء فِي الْخِيَار)
(أصيحانية أدمت بِسمن ... أحب إِلَيْك أم اير الْحمار)
(بلَى اير الْحمار وخصيتاه ... أحب إِلَى فَزَارَة من فزار)
1 / 13
وَيَقُول سَالم بن دارة
(الْبَسِيط)
(لَا تأمنن فزاريا خلوت بِهِ ... على قلوصك واكتبها بأسيار)
(لَا تأمننه وَلَا تأمن بوائقه ... بعد الَّذِي امتل اير العير فى النَّار)
(اطعمتم الضَّيْف جوفانا مخاتلة ... فَلَا سقاكم إلهي الْخَالِق الْبَارِي)
فَقضى أنس على الهلاليين فَأخذ بَنو فَزَارَة مائَة بعير كَانَ التراهن عَلَيْهَا وَعَن أَبى عُبَيْدَة أَنه كَانَ يضْحك تَعَجبا من تسيرهم الْمثل بمادر وتركهم ابْن الزبير على افراط شه وَحكى أَبُو عُبَيْدَة عَنهُ أَنه قَالَ لرجل دق فِي صُدُور أهل الشَّام ثَلَاثَة أرماح فِي قِتَاله الْحجَّاج تجنب حربنا فان بَيت المَال لَا يقوى على مثل هَذَا وشكا اليه رجل حفا رَاحِلَته فَقَالَ اخصفها بهلب وارقعها بسبت وأنجد بهَا يبرد خفها فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ جئْتُك مستوصلا لَا مستوصفا قَالَ فَلَو تكلّف الْحَارِث بن كلدة طَبِيب الْعَرَب وحنيف الحناتم آبل الْعَرَب مَا تكلفه هَذَا الْخَلِيفَة من وصف علاج النَّاقة لعسر عَلَيْهِمَا
٣٨ - ابدأهم بالصراخ يَفروا يضْرب لمن قد أَسَاءَ الى صَاحبه فيتخوف لائمته فينحى عَلَيْهِ بالتحني ليرضى مِنْهُ بِالسُّكُوتِ
1 / 14
٣٩ - أبدى الصَّرِيح عَن الرغوة هَذَا من مقلوب الْكَلَام وَأَصله أبدت الرغوة عَن الصَّرِيح كَقَوْلِه
(الوافر)
(وَتَحْت الرغوة اللَّبن الصَّرِيح ...)
قَالَه عبيد الله بن زِيَاد لهانىء بن عُرْوَة حِين سَأَلَهُ عَن مُسلم بن عقيل بن أبي طَالب وَكَانَ متواريا عَنهُ فجحده ثمَّ أقرّ يضْرب فِي ظُهُور كامن الْأَمر
٤٠ - ابذأ من مُطلقَة أَي أفحش لِأَن الْمَرْأَة إِذا طلقت حملهَا الغيظ على مَا قدرت عَلَيْهِ من القذع وَالْبذَاء قَالَ
(الْكَامِل)
(كفا مُطلقَة تفت اليرمعا ...)
٤١ - ابرد من الثَّلج
٤٢ - ٠٠ من جربياء هِيَ الشمَال وَقيل لأعرابي مَا أَشد الْبرد فَقَالَ ريح جربياء فِي ظلّ عماء غب سَمَاء
1 / 15