Ƙananan Ganye na Zinariya da Ma'adinan Jawahir
مروج الذهب ومعادن الجوهر
وقد كان أبرهة حين سار بالحبشة وأتى أنصاب الحرم، فنزل بالموضع المعروف بحب المحصب، فأتى بعبد المطلب بن هاشم فأخبر أنه سيد مكة، فعظمه وهابه لاستدراة نور النبي صلى الله عليه وسلم في جبينه، فقال له: سلني يا عبد المطلب فأبى أن يسأله إلا إبلا له، فأمر بردها عليه وقال له: ألا تسألني الرجوع؛ فقال: أنا رب هذه الإبل، وللبيت رب سيمنعه منك وانصرف عبد المطلب إلى مكة وهو يقول:
يا أهل مكة قد وافاكم ملك ... مع الفيول على أنيابها الزرد
هذا النجاشي قد سارت كتائبه ... مع الليوث عليها البيض تتقد
يريد كعبتكم، والله مانعه ... كمنع تبع لما جاءها حرد
وأمر قريشآ أن تلحق ببطون الأودية ورؤوس الجبال من معرة الحبشة، وقلد الإبل النعال وخلاها في الحرم ووقف بباب الكعبة وهويقول:
يارب لا أرجولهم سواكا ... يارب فامنع منهم حماكا
إن عدؤالبيت من عاداكا ... فامنعهم أن يخربوا قراكا
ولقول:
يا رب إن العبد يمنع رحله فامنع رحالك
لايغلبن صليبهم ومحالهم أبدا محالك
فأرسل الله عليهم الطير الأبابيل، أشباه اليعاسيب، ترميهم بحجارة من سجيل، وهوطين خلط بحجارة خرجت من البحر، مع كل طير ثلاثة أحجار فأهلكهم الله عز وجل.
وقد ذكرنا خبر أبي رغال فيما سلف من هذا الكتاب حين دلهم على الطريق، وهلاكه في الطريق، وجعلت الحبشة يومئذ تسأل عن نفيل بن حبيب الخثعمي يدلها على الطريق، ونفيل يسمع كلام الحبشة وسؤالها عنه وقد ربع لما عمهم من البلاء، وانفرد، من جملتهم يؤمل الخلاص، وقد تاهوا، فأنشأ يقول:
ألا ردى جمالك ياردينا ... نعمناكم مع الإصباح عينا
فإنك لو رأيت ولن تريه ... لوى جنب المحصب مارأينا
وكل القوم يسأل عن. نفيل كأن علي للحبشان دينا وقد ذكرنا ما كان منهم في هلك عديدهم فيما سلف من هذا الكتاب، فلما صدهم الله عز وجل عن الكعبة أنشأ عبد المطلب يقول: أيها الداعي لقدأسمعتني ثم ما بي عن نداكم من صمم إن للبيت لربا مانعا من يرع! بأثام يصطلم ر أمه تبع فيمن جندت حميروالحي من آل قدم فانثنى عنه وفي أوداجه جارح أمسك منه بالكظم قلت والأشرم ترس خيله: إن ذا الأشرم غربالحرم نحن آل الله فيما قدمضى لم يزل ذاك على عهد إلرهم نحن عفرنا ثمودأعنوة ثم عادا قبلها ذات الأرم نعبد الله وفينا سنة صلة القربى وإيفاء. النمم لم تزل لله فيناحجة يدفع الله بهاعنا النقم
القول بتناسخ الأرواح
قال المسعودي: وقد استدل قوم ممن ذهب إلى الغلو في بعض المذاهب والخروج عما أوجبته قضية العقل وضرورات الحواس بهذا الشعر وقول عبد المطلب فيما كان منهم في قديم الزمان، وأيدوا ذلك الشعر بشعر العباس بن عبد المطلب في مدحه النبي صلى الله عليه وسلم وهو ما ذكره قريم بن أوس بن حارثة بن لأم الطائي أنه هاجر إلى رسول الله فقدم عليه منصرفة من تبوك فأسلم، قال: سمعت العباس بن عبد المطلب يقول: يا رسول الله، إني أريد أن أمتدحك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قل لا يفضض الله فاك يا عدي، فأنشأ يقول:
من قبلها طبت في الظلال وفي ... مستودع حيث يخصف الورق
ثم هبطت البلاد، لابشر ... أنت، ولامضغة، ولاعلق
بل حجة تركب السفين، وقد ... ألجم نسرأوأهله الغرق
تنقل من صالب إلى رحم ... إذا مضى عالم بدا طبق
وأنت لما ولدت أشرقت ال ... أرض، وضاءت بنورك الأفق
حتى احتوى بيتك المهيمن من ... خندق علياء تحتها النطق
Shafi 220