Ƙananan Ganye na Zinariya da Ma'adinan Jawahir
مروج الذهب ومعادن الجوهر
وفي الأكراد من رأيهم رأي الخوارج والبراءة من عثمان وعلي رضي الله عنهما. فهذه جمل من أخبار بوادي العالم، وقد أعرضنا عن ذكر الغوز والخرلج وهم أنواع من الترك نحو بلاد غرش وبسطام وبست مما يلي بلاد سجستان وكذلك من ببلاد كرمان من أرض القفص والبلوج والجت.
بعض أيام العرب
قال المسعودي: فأما أيام العرب ووقائعها وحروبها فقد ذكرناهأ فيما سلف من كتبنا، وما كان منها في الجاهلية والإسلام، كيوم الهباءة، وحروب ذبيان وغطفان، وما كان بين عبس وسائر العرب من نزار واليمن. وحرب داحس والغبراء ، ؤحرب بكربن وائل وتغلب، وهي حرب البسوس، ويوم الكلاب، ويوم خزاز، ومقتل شاس بن زهير، ويوم في قار، ويوم شعب جبلة، وما كان من بني عامر وغيرهم، وحرب الأوس والخزرج، وما كان بين غسان وعك.
وسنورد بعد هذا الباب جملأ من أخبار العرب الداثرة وغيرها وتفرقها في البلاد، ونذكر جملا من آرائها ودياناتها في الجاهلية، وما ذهبت إليه في الغيلان والهواتف والقيافة والكهانة والتفرس والصدى والهام، وغير ذلك من شيمها، وبالله التوفيق.
ذكر ديانات العرب وآرائها في الجاهلية وتفرقها في البلاد وخبر أصحاب الفيل وعبد المطلب وغير ذلك مما لحق بهذا الباب
ديانات العرب في الجاهلية
قال المسعودي: كانت العرب في جاهليتها فرقا: منهم الموحد المقر بخالقه، المصدق بالبعث والنشور، موقنا بأن الله يثيب المطيع، ويعاقب العاصي، وقد تقدم ذكرنا في هذا الكتاب وغيره من كتبنا من دعا إلى الله عزوجلا ونبه أقو أمه على آياته في الفترة، كقيس بن ساعدة الإياثي ورئاب الشنيئ، وبحيرا الراهب، وكانا من عبد القيس.
وكان من العرب من أقر بالخالق، وأثبت حدوث العالم وأقر بالبعث والإعادة، وأنكر الرسل، وعكف على عبادة الأصنام، وهم الذين حكى الله عز وجل قولهم: " ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى " الآية وهذا الصنف هم الذين حجوا إلى الأصنام وقصدوها، ونحروا لها البدن، ونسكوا لها النسائك، وأحلوا لها وحرموا.
ومنهم من أقر بالخالق، وكذب بالرسل والبعث، ومال إلى قول أهل الدهر، وهؤلاء الذين حكى الله تعالى إلحادهم، وخبر عن كفرهم، بقوله تعالى: وقالوا: " ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا، وما يهلكنا إلا الدهر " فرد الله عليهم بقوله: " ما لهم بذلك من علم، إن هم إلا يظنون " .
ومنهم من مال إلى اليهودية والنصرانية.
ومنهم المار على عنجهيته، الراكب لهجمته.
وقد كان صنف من العرب يعبدون الملائكة، ويزعمون أنها بنات الله؛فكانوا يعبدونها لتشفع لهم إلى الله، وهم الذين أخبر الله عزوجل عنهم بقوله تعالى: " ويجعلون لله البنات، سبحانه، ولهم ما يشتهون " وقوله تعالى: " أفرأيتم اللات والعزى، ومناة الثالثة الأخرى ؛ ألكم الذكر وله الأنثى؛ تلك إذا قسمة ضيزى " .
عبد المطلب بن هاشم
فممن كان مقرا بالتوحيد، مئبتا للوعيد، تاركا للتقليد: عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، وقد كان حفر بئر زمزم، وكانت مطوية، وذلك في ملك كسرى قباذ، فاستخرج منها غزالتي ذهب عليهما الدر والجوهر، وغير ذلك من الحلي، وسبعة أسياف قلعية، وسبعة أدرع سوابغ؛ فضرب من الأسياف بابا للكعبة، وجعل إحدى الغزالتين صفائح ذهب في الباب، وجعل الأخرى في الكعبة، وكان عبد المطلب أول من اقام الرفاعة والسقاية للحاج، وكان أول من سقي الماء بمكة عذبا، ؛جعل باب الكعبة مذهبا، وفي ذلك يقول عبد المطلب:
أعطى بلا شح ولامشاحح ... سقيا على رغم العدو الكاشح
بعد كنوز الحلى والصفائح ... حليا لبيت الله في المسارح
وكان قد نذر إن رزقه الله عز وجل عشرة أولاد ذكور أن يقرب أحدهم لله تعالى فكان أمره - حين رزقه الله إياهم - أن قرب أحبهم إليه وهو عبد الله أبو النبي صلى الله عليه وسلم، فضرب عليه بالقداح حتى افتداه بمائة من الإبل، في خبر طويل.
أصحاب الفيل
Shafi 219