قال ابن [بريال] (١): وتوفي في جمادى الأولى لسبع خلون منه سنة ثلاث وستين وأربعمائة (٢)، وكان عمره أربعًا وتسعين سنة (٣).
وقد ذكره أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي الأندلسي (٤) المقيم ببغداد -وكان من أهل الحفظ والمعرفة- في كتابه المترجم
_________
= والعشرون من نونبر، قال طاهر: أرانيه بخط أبيه عبد الله بن محمد ﵀. وقد نقلت بعض المصادر خلاف هذا التاريخ، فذهب الحميدي، وتبعه الضبي إلى أن مولد ابن عبد البر كان سنة اثنتين وستين وثلاثمائة. (انظر: جذوة المقتبس ص ٣٦٧، وبغية الملتمس، ص ٤٩٠)، وما ذهبا إليه مرجوح لقوة ما نقله ابن بشكوال؛ إذ هو مروي عن الحافظ ابن عبد البر نفسه، ثم إنه معتمد على وثيقة تاريخية بخط والد الحافظ ابن عبد البر، كما ورد محددًا بدقة، ففيه ذكر السنة والشهر واليوم ووقت الولادة، وهذا غاية الضبط على خلاف ما نقله الحميدي ومن تبعه في ذلك، والله أعلم.
(١) في الأصل: يريال، بالمثناة، وهو خلاف ما في نسخة: م، والصلة، ومعجم السفر.
(٢) تحديد ابن بريال لوفاة ابن عبد البر في جمادى الأولى لسبع خلون منه مخالف لما ذكرته معظم المصادر من وفاته يوم الجمعة آخر يوم من ربيع الآخر سنة ثلاث وستين وأربعمائة بمدينة شاطبة من شرق الأندلس، ودفن لصلاة العصر، وصلى عليه تلميذه أبو الحسن طاهر بن مفوز المعافري. (راجع في هذا: الصلة ٢/ ٦٤٢، ووفيات الأعيان ٧/ ٧١، والسير ١٨/ ١٥٩، ومرآة الجنان لليافعي ٣/ ٨٩، وطبقات الشافعية لابن كثير ٢/ ٤٦٠).
(٣) هذا مخالف لما نقله الذهبي في السير (١٨/ ١٥٩) عن أبي داود المقرئ في تحديد مدة عمره؛ إذ ذكر أنه استكمل خمسًا وتسعين سنة وخمسة أيام ﵀.
(٤) هو محمد بن أبي نصر فتوح بن عبد الله الأزدي الحميدي، أبو عبد الله الميورقي، الحافظ المحدث، الفقيه الظاهري، مولده سنة ٤٢٠ هـ ولازم ابن حزم وابن عبد البر وطائفة، ثم ارتحل سنة ٤٤٨ هـ فأخذ بمصر ودمشق ومكة وبغداد وواسط، واستوطن بغداد، قال الذهبي: "وكان من بقايا أصحاب الحديث علمًا وعملًا، وعقدًا وانقيادًا، له كتاب الجمع بين الصحيحين وجذوة المقتبس وغير ذلك من التواليف المفيدة"، توفي ببغداد سنة و٤٨٨ هـ. (انظر ترجمته في: الصلة ٢/ ٥٣٠، والسير ١٩/ ١٢٠، والوافي بالوفيات ٤/ ٣١٧).
1 / 44