قال ذلك سفيان بن عيينة وغيره من الجلة، وعلماء الملة (١) (٢).
وَحَسْبُكَ بمن يَرُومُ الخليفة إسماعَ كتابه لولديه [في منزله] (٣) فيكون من جوابه: "العلم يا أمير المؤمنين يؤتى [إليه] (٤) ولا يأتي"،
_________
= (١) أبي الزبير عن أبي صالح -السمان- عن أبي هريرة به، وفيه عنعنة ابن جريج وأبي الزبير، وهما مدلسان، وقد صحّح هذا الحديث أيضًا القاضي عياض، وبيّن اختلاف ألفاظه ورواياته وطرقه فقال: "في رواية يلتمسون العلم فلا يجدون عالمًا أعلم، وفي رواية أفقه من عالم المدينة، وفي بعضها: آباط الاِبل مكان أكباد الإبل"، وقال أيضًا: "وقد رواه غير سفيان عن ابن جريج بمثل حديث سفيان، منهم المحاربي موقوفًا على أبي هريرة، ومحمد بن عبد الله الأنصاري مسندًا، وهو ثقة مأمون، وهذا الطريق أشهر طرقه، ورجاله رجال مشاهير ثقات خرّج عن جميعهم البخاري ومسلم وأهل الصحيح، ورواه أبو موسى الأشعري بلفظ آخر، وذكر ابن حبيب حديثًا آخر بسنده عن جابر". (ترتيب المدارك ١/ ٧٠).
(١) في م: والعلماء في الملة.
(٢) اختلفت الروايات عن سفيان بن عيينة في تعيين المقصود بالحديث المتقدم، فروي عنه أنه مالك، وهو الصحيح عنه، وروي عنه أيضًا أنه عبد الله بن عبد العزيز العمري الزاهد، ومن الروايات الصحيحة والصريحة عن سفيان في هذا قوله: "كنت أقول هو سعيد بن المسيب حتى قلت كان في زمانه سليمان بن يسار، وسالم بن عبد الله، وغيرهما، ثم أصبحت اليوم أقول: إنه مالك لم يبق له نظير بالمدينة".
قال القاضي عياض: "هذا هو الصحيح عن سفيان، رواه عنه ابن مهدي وابن معين وذؤيب بن عمامة وابن المديني والزبير بن بكار وإسحاق بن أبي إسرائل، كلهم سمع سفيان يفسره بمالك أو يقول: وأظنه أو أحسبه أو أُرَاه أو كانوا يرونه".
وقد استبعد ابن عبد البر في الانتقاء أن يكون المقصود بالحديث عبد الله بن عبد العزيز العمري الزاهد فقال: "ليس العمري هذا ممن يلحق في العلم والفقه بمالك بن أنس وإن كان عابدًا شريفًا"، وممن فسّر الحديث بمالك أيضًا: ابن جريج وعبد الرزاق الصنعاني. (انظر: سنن الترمذي ٥/ ٤٦، والجرح والتعديل ١/ ١٢، والانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء ص ١٩، ٢٢ وترتيب المدارك ١/ ٧٠، والسير ٨/ ٥٧).
(٣) ساقطة من م.
(٤) زيادة من م ليست في الأصل.
1 / 31