Mai Ceto
المنقذ: قراءة لقلب أفلاطون (مع النص الكامل للرسالة السابعة)
Nau'ikan
8
التي أفسدها المحرضون والمشوشون؛ لأن الطاغية هو الذي يحاول أن يجعل الشر مبدأ عاما. غير أن هذه المحاولة لن تنجح أبدا - مهما أدت في عالم الحس والتجربة إلى الدمار والخراب - لأن الشر لا وجود له في الواقع «في هذا يتأثر أفلاطون بالإيليين!» ولأن كل ما يوجد فهو موجود بقدر ما يشارك في الخير «ما يوجد في الدائرة هو دائما ما يتفق مع وجود الدائرة الكاملة في ذاتها - مثال الدائرة أو الدائرة الخيرة - وهي التي نقصدها عندما نتصور الدائرة أو نقوم بتعريفها. كل ما عدا ذلك فهو لا دائرة، نفي وسلب لوجود الدائرة ...»
كيف نعرف الطاغية؟ كيف نعرفه؟
هو - مثل كل ما هو شر - نفي الحاكم الخير، كما أن اللادائرة هي نفي الدائرة الحق، والسفسطائي هو نفي المعلم الصحيح، والمرض هو نفي الصحة ...
وإذا فموضوع التعريف، وبالتالي موضوع كل معرفة صحيحة تعبر عن ماهية الوجود بالمعنى العقلي اليقيني،
9
هو دائما ما يشارك في الخير، والموجود الذي يمكن أن نسميه إلها هو وحده العلة والمبدأ الذي يتيح هذه المشاركة في الخير؛ لأنه هو نفسه الخير في ذاته أو الخير المطلق «الخالي من الحسد لأنه خير!»
هذه المشاركة تتحقق على أكمل وجه في عالم الصور والمثل، فكل صورة أو مثال على حدة - كالحقيقة أو الجمال أو العدالة أو المساواة أو الدائرة أو الدولة والمجتمع ...إلخ - هي التي تكون الوجود الحق على نحو نموذجي أو معياري أصيل، وكل مثال أو صورة يمثل، مع سائر المثل أو الصور، جانبا من الخير الواحد، «فالدائرة التجريبية الناقصة تشارك في مثال الدائرة، والدولة في عالم التجربة تشارك في مثال الدولة، كل الموجودات في عالم التجربة ناقصة متغيرة، وهي تشارك في ضدها، أي في وجود كامل في ذاته.»
هل يناقض هذا مبدأ عدم التناقض الإيلي؟
لا يناقضه؛ لأن هذا المبدأ لا ينطبق إلا على عالم الواقع والتجربة، ولأن الفكر عندما يكون في مجال المشاركة لا يكون في مجال وجود أفقي، بل في مجال وجود رأسي يعبر عن مشاركة الموجود الناقص المتغير في الوجود الكامل الثابت، عن علاقة اللاوجود بالوجود نفسه.
Shafi da ba'a sani ba