بِمحل يُقَال لَهُ الْآن زقاق السّلمِيّ غربي مئذنة الشَّحْم وَلما تأملتها وجدت حائطها الشَّرْقِي بَاقِيا وَبِه بركَة مَاء مَبْنِيَّة بحجارة ضخمة على طراز قديم وهندسة معجبة ونقوش بديعة وَعَن يميها ويسارها عمودان لطيفان والشمالي من المرمر وصدرها من الْحجر المعجن وبابها لم يزل بَاقِيا إِلَّا أَنه مسدود وَبعد نَحْو ثَمَانِي خطوَات من الْبركَة إِلَى الْجنُوب حجرَة لَطِيفَة بِلَا سقف وَلها شباك على الطَّرِيق وَبهَا قبر مصبوغ بالمغرة يَقُولُونَ انه قبر السّلمِيّ وَعَن شمالها اثر فِي الْجِدَار يُنَادي على انه كَانَ مدرسة ولعلها أُخْتهَا السامرية الَّتِي أَصَابَهَا كل مَا أصَاب أُخْتهَا
تَرْجَمَة واقفها
هُوَ ابْن كروس الْمُتَقَدّم جمال الدّين محتسب دمشق أَبُو المكارم السّلمِيّ كَانَ كيسا متواضعا كَرِيمًا حسن الْأَخْلَاق قَالَ الصَّفَدِي سمع الحَدِيث من بهاء الدّين ابْن عَسَاكِر وَغَيره وَكَانَ رَئِيسا محتشما قيمًا بالحسبة توفّي بِدِمَشْق فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وسِتمِائَة وَدفن بداره وَسَيَأْتِي الْكَلَام فِي مدارس الشَّافِعِيَّة
حرف النُّون
دَار الحَدِيث النورية
هِيَ بسوق العصرونية من الْجَانِب القبلي بَين دَار الحَدِيث ألاشرفية والمدرسة العصرونية إِمَام العادلية الصُّغْرَى يفصل بَينهمَا الطَّرِيق وَهَذِه الدَّار تقلبت بهَا الْأَيَّام والدهور فأصابها قريب مِمَّا أصَاب دَار الحَدِيث ألاشرفية فَصَارَت دَارا للسُّكْنَى وطمس محراب مَسْجِدهَا وطمرت بركَة مَائِهَا لتتغير رسومها فأرشد الله تَعَالَى لاستخلاصها الْعَالم الْفَاضِل الْفَقِيه الشَّيْخ أَبُو الْفرج ابْن الْعَالم الْفَاضِل الصَّالح الشَّيْخ عبد الْقَادِر الْخَطِيب الدِّمَشْقِي فأنقذها من يَد مختلسيها وَجلسَ يقرئ بهَا الدُّرُوس فجزاه الله خيرا
وَلَقَد شاهدتها وتأملتها أثْنَاء كتابتي لهَذِهِ السطور فَإِذا هِيَ الْآن تشْتَمل على دهليز
1 / 58