وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وَألف وَتُوفِّي وَالِده وَهُوَ ابْن سبع سِنِين فربي فِي حجر والدته إِلَى أَن شب فاشتغل بِالتِّجَارَة وَنَشَأ على عفة وَصَلَاح ومحبة للْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِين وَكَانَ كثير الْأَصْحَاب يكثر من الِاجْتِمَاع بالعلماء وَيُحب الْبر والخيرات وَمِمَّا جعله ذخْرا فِي الْآخِرَة انه لما رأى دَار الحَدِيث القلانسية الْمُسَمَّاة بالخانقاه الَّتِي هِيَ بالزقاق الْمُسَمّى الْآن بزقاق قصر الفارة بالصالحية قد تهدمت واندرست مُنْذُ ثَلَاثمِائَة سنة وتناولت أَيدي المختلسين أَكْثَرهَا عمر مَا بَقِي مِنْهَا من مَاله ابْتِغَاء لوجه الله تَعَالَى وعمرها فِي سنة أَولهَا فِي محرم سنة خمس عشرَة وثلاثمائة وَألف وانْتهى من تعميرها فِي ربيع الأول سنة سِتّ عشرَة وَكَانَ يصرف على مَا يلْزمهَا من مصابيح وَأُجْرَة أَذَان وَغير ذَلِك من مَاله وَلما توفّي إِلَى رَحْمَة الله تَعَالَى قَامَ بالأنفاق عَلَيْهَا حاذيا حَذْو وَالِده الشَّاب النجيب السَّيِّد مُحَمَّد وَهَذِه الْمدرسَة الْآن تسمى بِجَامِع التكريتي
زار المترجم بَيت الْمُقَدّس وَحج ثَلَاث حجات وَلما حج الرَّابِعَة وَتوجه إِلَى بَلَده توفّي بجبل الطّور سنة إِحْدَى وَعشْرين وثلاثمائة وَألف رَحمَه الله تَعَالَى
حرف الْقَاف
دَار الحَدِيث القوصية
سَيَأْتِي الْكَلَام عَلَيْهَا فِي مدارس الشَّافِعِيَّة
حرف الْكَاف
دَار الحَدِيث الكروسية
غربي مئذنة الشَّحْم وَهِي بِجَانِب الْمدرسَة السامرية وَكَانَت دَارا لمُحَمد بن عقيل ابْن كروس جمال الدّين محتسب دمشق أَبُو المكارم السّلمِيّ فَجَعلهَا مدرسة وَدَار حَدِيث
قَالَ فِي تَنْبِيه الطَّالِب وَلم اقف على أحد مِمَّن ولي مشيختها اهـ وَسَيَأْتِي تَمام الْكَلَام عَلَيْهَا فِي مدارس الشَّافِعِيَّة وَهَذِه الْمدرسَة ذهبت أحاديثها إِلَّا من القرطاس وضمتها أَيدي المختلسين إِلَيْهَا فَصَارَت مرتع غزلان وثعالب بعد أَن كَانَت تلوح عَلَيْهَا أنوار حَدِيث سيد الْمَشَارِق والمغارب وَلَقَد خَفِي عَليّ مَكَانهَا أَولا ثمَّ ظَفرت بِهِ فَإِذا هِيَ
1 / 57