246

Mukhtasar Sira

مختصر سيرة الرسول - مطابع الرياض

Mai Buga Littafi

وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤١٨هـ

Inda aka buga

المملكة العربية السعودية

فاجتمعوا بأشرافهم في سقيفة بني ساعدة. وتخلف عنا علي بن أبي طالب والزبير بن العوام ومن معهما. واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر. فقلت لأبي بكر: انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار. فانطلقنا نؤمهم، حتى لقينا منهم رجلان صالحان (١) . فذكرا لنا ما تمالأ عليه القوم. وقالا لنا: أين تريدون يا معاشر المهاجرين؟ قلنا: نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار. فقالا: لا عليكم، ألا تقربوهم يا معشر المهاجرين، اقضوا أمركم. قال: قلت: والله لنأتينهم.
فانطلقنا، حتى أتيناهم في سقيفة بني ساعدة. فإذا بين ظهرانيهم رجل مزمل، فقلت: من هذا؟ فقالوا: سعد بن عبادة. قلت: ما له؟ قالوا: وجع. فلما جلسنا، نشهد خطيبهم. فأثنى على الله ﷿ بما هو له أهل، ثم قال: أما بعد، فنحن أنصار الله، وكتيبة الإسلام، وأنتم يا معشر المهاجرين، رهط منا. وقد دفت دافة من قومكم. قال: وإذا هم يريدون أن يحتازونا من أصلنا، ويغتصبونا الأمر.
فلما سكت أردت أن أتكلم - وقد زورت في نفسي مقالة قد أعجبتني، أريد أن أقدمها بين يدي أبي بكر. وكنت أداري منه بعض الحد.
فقال أبو بكر: على رسلك يا عمر، فكرهت أن أعصيه. فتكلم - وهو كان أعلم مني وأحكم وأحلم وأوقر - فوالله ما ترك من كلمة أعجبتني من

(١) هما: عويم بن ساعدة. وهو الذي قال فيه رسول الله ﷺ: " نعم المرء منهم عويم بن ساعدة " ومعن بن عدي، أخو بني العجلان، وهو الذي قال: حين بكى الناس على رسول الله ﷺ وقد توفي - وقالوا: لوددنا أنا متنا قبله. إنا نخشى أن نفتن بعده - فقال معن: " لكني والله ما أحب أني مت قبله. حتى أصدقه ميتا. كما صدقته حيا " وقتل معن يوم اليمامة شهيدا في خلافة أبي بكر ﵃.

1 / 250