245

Mukhtasar Sira

مختصر سيرة الرسول - مطابع الرياض

Mai Buga Littafi

وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤١٨هـ

Inda aka buga

المملكة العربية السعودية

فلم أنشب أن خرج عمر.
فقلت لسعيد: ليقولن الساعة على هذا المنبر مقالة لم يقلها منذ استخلف. فأنكر علي سعيد ذلك. وقال: ما عسى أن يقول مما لم يقل قبله؟ فجلس على المنبر.
فلما سكت المؤذن، قام، فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أما بعد، فإني قائل لكم مقالة قد قدر لي أن أقولها. ولا أدري: لعلها بين يدي أجلي؟ فمن عقلها ووعاها فليحدث بها حيث انتهت به راحلته. ومن خشي ألا يعيها، فلا أحل لأحد أن يكذب علي. إن الله بعث محمدا ﷺ بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكان مما أنزل عليه: آية الرجم، فقرأناها ووعيناها. وعقلناها. ورجم رسول الله ﷺ ورجمنا بعده فأخشى - إن طال بالناس زمان - أن يقول قائل: والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله، فيضلوا بترك فريضة قد أنزلها الله. وإن الرجم في كتاب الله حق على من زنى، إذا أحصن، من الرجال والنساء، إذا قامت البينة، أو كان الحبل أو الاعتراف. ثم إنا قد كنا نقرأ فيما نقرأ من الكتاب: " لا ترغبوا عن آبائكم، فأنه كفر بكم - أو كفر لكم - أن ترغبوا عن آبائكم " إلا أن رسول الله ﷺ قال: «لا تطروني كما أطري عيسى ابن مريم. فإنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله» ثم أنه قد بلغني أن فلانا قال: لو قد مات عمر بن الخطاب لقد بايعت فلانا. فلا يغترن امرؤ يقول: إن بيعة أبي بكر كانت فلتة فتمت - ألا وإنها والله قد كانت كذلك، إلا أن الله وقى شرها، وليس فيكم من تنقطع الأعناق إليه مثل أبي بكر. فمن بايع رجلا عن غير مشورة المسلمين. فأنه لا بيعة له هو، ولا الذي بايعه، تغرة أن يقتلا. أنه كان من خبرنا - حين توفى الله نبيه محمدا ﷺ: أن الأنصار خالفونا،

1 / 249