وكذلك أبو رافع بن أبي الحقيق اليهودي، وقصته مشهورة في "الصحيح" (^١).
فكل هذه الأحاديث دالَّة على أن من كان يهجوه ويؤذيه فإنه يقتل ويحض عليه الناس.
الحديث الثالث عشر (^٢): ما رُوي من حديث أبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي، ورواه أبو أحمد بن عدي في "الكامل" (^٣) قال: كان حيٌّ من بني ليث من المدينة على مِيْلَين، وكان رجلٌ قد خطبَ منهم في الجاهلية فلم يزوِّجوه، فأتاهم عليه حُلَّة، فقال: إن رسول الله ﷺ كساني هذه الحُلَّة وأمرني أن أحكم في دمائكم وأموالكم، ثم نزل على تلك المرأة التي كان يحبُّها، فأرسلوا إلى رسول الله، فقال: "كذبَ عَدُوُّ الله"، ثم أرسل رجلًا فقال: "إنْ وَجَدْتَه فاقْتُلْه، وإن وجَدْتَه ميِّتًا فأحْرِقه في النار"، ثم قال: "من كَذَبَ عليَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتبَوَّأ مَقْعَدَه مِنْ النَّار".
وإسناده على شَرْط الصحيح، لا يُعلم له عِلَّة (^٤).
_________
(^١) البخاري رقم (٣٠٢٢، ٣٠٢٣، ٤٠٣٨).
(^٢) "الصارم": (٢/ ٣٢٣).
(^٣) (٤/ ٥٣ - ٥٤)، وقد ساق ابن عدي القصة على أنها من مناكير صالح بن حيان القرشي الكوفي، وقال عقبها: "وهذه القصة لا أعرفها إلا من هذا الوجه" أي: من طريق حجاج الشاعر، حدثنا زكريا بن عدي، حدثنا علي بن مُسْهِر، عن صالح بن حيان، عن ابن بريدة، عن أبيه به.
(^٤) هذا وهم من شيخ الإسلام ﵀ منشؤه عدم التمييز بين صالح بن حيان القرشي - وهو الراوي هنا - وبين صالح بن حيّ ويقال: حيان الثقة، وقد بيَّن هذا الوهم قديمًا الإمام الذهبي في "سير النبلاء": (٧/ ٣٧٣ - ٣٧٤) فقال: "وقد كان شيخنا أبو العباس اعتمد في كتاب "الصارم المسلول" له على حديث لصالح بن =
1 / 70