وكذلك أمر يوم الفتح بقتل ستة سماهم: ابن أبي سَرْح، وابن خَطَل، والحويرث، ومِقْيَس، وعكرمة، وهبَّار (^١).
فمثل [هذا] مشهور عن هؤلاء، وقد رواه الأئمة (^٢)، وأكثر ما فيه أنه مرسل، والمرسل إذا روي من جهاتٍ مختلفة لا سيما ممن له عناية بهذا الأمر كان كالمسنَد؛ بل بعض ما يشتهر عند أهل المغازي أقوى مما يُروى بالإسناد الواحد.
وكذلك عُقبة بن أبي مُعَيْط قُتِل صبرًا فقال: يا معشر قريش مالي أُقتل من بينكم صبرًا؟ فقال رسول [الله]: "بكفرك وافترائك على رسول الله" (^٣).
وكذلك النضر بن الحارث قتلَه عليٌّ صبرًا لسبِّه لرسول الله (^٤).
ففي هذا بيان أن السبَّ أوجبَ قتلَ هذين من بين أُسارى بدرٍ، وأمر بقتل من كان يهجوه بعد الفتح من قريشٍ وسائرِ العرب.
وكذلك جنّيٌّ سبَّ وهجا فقتلَه عِفْريتٌ من الجنّ كان قد أسلم، فأخبر به رسولُ الله الناسَ (^٥).
_________
(^١) انظر "المغازي": (٢/ ٨٢٥). وجاءت رواياتٌ أخرى في تعيين من أمر بقتلهم، جمعهم الحافظ من متفرقات الروايات في "الفتح": (٧/ ٦٠٤ - ٦٠٥).
(^٢) أصحاب المغازي؛ كالزهري وابن عقبة وابن إسحاق والواقدي والأموي.
(^٣) بهذا اللفظ أخرجه البزار "الكشف: ٢/ ٣٢٠" من حديث ابن عباسٍ، وقد تفرد به يحيى بن سلمة بن كهيل، وهو ضعيف. وقصة قتله مشهورة أخرجها أصحاب المغازي.
(^٤) انظر "المغازي": (١/ ١٠٦ - ١٠٧) للواقدي.
(^٥) انظر "الصارم": (٢/ ٢٩١ - ٢٩٢).
1 / 69