Mukhtasar Minhaj As-Sunnah An-Nabawiyyah

Ibn Taymiyya d. 728 AH
66

Mukhtasar Minhaj As-Sunnah An-Nabawiyyah

مختصر منهاج السنة النبوية

Mai Buga Littafi

دار الصديق للنشر والتوزيع، صنعاء - الجمهورية اليمنية

Lambar Fassara

الثانية، 1426 هـ - 2005 م

لنفسه ، وتابعه أكثر الناس طلبا للدنيا، كما اختار عمر بن سعد، ملك الري أياما يسيرة لما خير بينه وين قتل الحسين، مع علمه بأن في قتله النار واختياره ذلك في شعره.

فيقال في هذا الكلام من الكذب، والباطل وذم خيار الأمة، بغير حق ما لا يخفى من وجوه. (أحدهما) : قوله تعددت آراؤهم بحسب تعدد أهوائهم، فيكون كلهم متبعين أهوائهم، ليس فيهم طالب حق، ولا مريد لوجه الله تعالى والدار الآخرة، ولا من كان قوله عن اجتهاد واستدلال.

وعموم لفظه يشمل عليا وغيره، وهؤلاء الذين وصفهم بهذا، هم الذين أثنى الله عليهم هو ورسوله، ورضي الله عنهم ووعدهم الحسنى، كما قال تعالى: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار الذين اتبعوهم بإحسان - رضي الله عنه - م ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم} (1) . وقال تعالى: {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة، ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار، وعد الله الذين آمنوا منهم وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما} (2) .

وقال تعالى: {إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض -إلى قوله -أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم} (3) .

وقال تعالى: {لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى} (4) .

Shafi 71