============================================================
بلم نه الحما احيم الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبأ مباركا فيه كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه والصلاة والسلام على سيد المرسلين المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ونبينا محمد، وعلى اله وصحبه ومن والاه.
فإن نشأة الاختلاف في الأحكام الشرعية العملية ترجع إلى نشأة الاجتهاد، الذي بدأ يسيرا في عهد النبوة؛ إذ لم يحتج الناس إليه في زمنه استغناء بالوحي المتزل عليه، صلوات الله وسلامه عليه، عند كل حادثة.
ثم توسع الاختلاف في عهد الصحابة؛ لانقطاع الوحي ولتوزع الصحابة رضوان الله عليهم - في الأمصار.
ومن البدهيات العقلية أن يتوسع الاختلاف في الأحكام الشرعية؛ وذلك لأن النصوص الشرعية محدودة متناهية، حيث انقطعت بانقطاع الوحي، والأحداث غير متناهية، إذ يستجد في دنيا الناس كل يوم أحداث وقضايا جديدة.
وإذا أمعنا النظر في نشأة الاختلاف وجدنا أن الاختلاف يرجع في طبيعته إلى أصلين أساسيين: احتمال النصوص الشرعية لمعان متعددة، وقد اقتضت حكمة الله عز وجل في شرعه أن يكون الكثير من نصوص الكتاب والسنة محتملة لأكثر من معنى واحد، بل إن اللفظ العربي ذاته معرض للاحتمالات، وهذا الأمر مما امتازت به اللغة العربية دون سائر اللغات.
Shafi 7