============================================================
الحالة العلمية في الأقطار الإسلامية(1) شملت العالم الإسلامي نهضة علمية مباركة، بالرغم من الضعف والتفكك والوهن الذي أصاب الدولة العباسية، وتمزقها إلى دويلات مستقلة عنها غير أن هذه الدول التي استقلت عنها كان لها اثر كبير في تقدم الحضارة الإسلامية، ونشاط الحركة الفكرية: ذلك أن بغداد - بعد أن كانت المركز الوحيد لهذه الحضارة، يقصدها العلماء والمفكرون والصناع من كافة البلاد الإسلامية نافستها مراكز أخرى، تلك التي تمثل عواصم الدول الأخرى المستقلة، مثل: قرطبة، والقاهرة، وبخارى، وغزتة، وحلب، ومكة المكرمة بحكم مركزها الديني الثابت.
نافست هذه المراكز قصبة الخلافة العباسية في العلوم والاداب، والعمران، والصناعة، وزخر بلاط هذه الدول بالعلماء والشعراء والصناع وغيرهم ويرجع الفضل في هذا إلى تشجيع الخلفاء والأمراء والسلاطين لرجال العلم والأدب، وقد واكب هذا النشاط الترجمة من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية، كما توافق كل هذا مع نضج ملكات المسلمين في البحث والتأليف واتساع أفق الفكر الإسلامي، وكذلك كان للرحلات العلمية من قبل العلماء وطلبة العلم دور كبير في هذا النشاط العلمي، ولم تفتقد هذه الدول المال الذي يقوي من هذه الحركة، ويسهم في اتساع العمران.
(1) انظر: ظهر الإسلام، 161/1 وما بعدها ؛ تاريخ الاسلام السياسي 333/3 وما بعدها.
انظر بالتفصيل كتابي المطبوع (أبو جعفر الطحاوي) ص 11- 58.
Shafi 16