الشافعي، فأخبر بذلك، فقال: (الحلقة للبويطي)^(١).

وقال فيه تاج الدين السبكي : ( كان إماماً جليلاً ، عابداً زاهداً، فقيهاً عظيماً، مناظراً، جبلاً من جبال العلم والدين، غالب أوقاته الذكر والتشاغل بالعلم، غالب ليله التهجد والتلاوة ، سريع الدمعة)^(٢).

وقال صاحبه الربيع: ( كان أبو يعقوب من الشافعي بمكان مكين)^(٣)، وقال فيه الإمام الجليل القاضي أبو عاصم العبادي الهروي (ت ٤٥٨هـ): ( كان الشافعي يعتمد البويطي في الفتيا ، ويحيل إليه إذا جاءته مسألة ) قال: ( واستخلفه على أصحابه بعد موته، فتخرجت على يديه أئمة تفرقوا في البلاد ، ونشروا علم الشافعي في الآفاق ) ^(٤).

والخلاصة أن الإمام البويطي كان إماماً في عصر شيخه الشافعي أيضاً ومرجعاً للفتاوى السلطانية والفردية؛ حيث ( كانت الفتاوى ترد على البويطي من السلطان فمن دونه) وهو يجيب عليها، كما أن الإمام الشافعي نفسه ( كان يحيل إليه الفتاوى التي تأتي للإمام نفسه)^(٥).