Zababbun Labarai daga Tatsuniyoyin Turanci
مختارات من القصص الإنجليزي
Nau'ikan
2
وعلا شخير الأم شبتون. وبقي المستر أوكهيرست وحده معتدل القامة يتكئ على صخرة ويلحظهم بعينه في سكون.
وكان المستر أوكهيرست لا يشرب، لأن الشراب يفسد حرفة
3
تتطلب الاتزان وضبط النفس وحضور الذهن، وكان على قوله لا تسمح له الحال بالمخاطرة بالشراب. وبينما كان ينظر إلى هؤلاء الرقود من رفقائه المنفيين ثقلت على نفسه، لأول مرة، وطأة الشعور بالوحدة والوحشة الناجمتين من حرفة المنبوذين، ومن عادات حياته، وأساليب عيشه، ونقائصه. فجعل يتلهى بنفض التراب عن ثيابه السود، وغسل يديه ووجهه، وغير ذلك مما اقتضته خصائص طباعه وشدة حرصه على النظافة وحسن السمت، فنسي شجنه لحظة. ولم يخطر له أن يهجر رفاقه الضعاف الجديرين بالمرثية أو يخذلهم في محنتهم، إلا أنه لم يسعه إلا أن يشعر بالحاجة إلى القمار الذي يثير نفسه ويبعثها والذي كان - ويا للغرابة - يفضي به إلى السكينة واعتدال المزاج اللذين اشتهر بهما. ومد بصره إلى الصخور التي تذهب في الهواء ألف قدم فوق أشجار الصنوبر المحيطة بالمكان، وصعد طرفه إلى السماء المكفهرة المنذرة الركام،
4
ثم صوبه إلى الوادي الذي تتكاثف فيه الظلال، وإذا به يسمع اسمه بغتة.
ونظر فإذا فارس يرتقي في الطريق ببطء، فعرف وجهه الصابح الصريح «توم سيمون» الذي يسمونه «الغرير» في «ساندي بار» وكان قد لقيه قبل بضعة شهور وقامره فقمره، وسلب من هذا الفتى الغرير كل ما يملك - حوالي أربعين ريالا - وبعد أن نهضا عن المائدة مضى به المستر أوكهيرست إلى ما وراء الباب وقال له: «توم، إنك فتى طيب، ولكنك لا تحسن القمار، ولا أمل لك في حذقه، فلا تحاول ذلك مرة أخرى.» ورد إليه ما ناله، ودفعه فأخرجه من الغرفة، فصار توم سيمون لهذا عبدا مخلصا له مدى الحياة.
وكان في الحماسة والطلاقة الصبيانية التي يحيي بها المستر أوكهيرست ما يشي بذكر هذا الجميل، وقال إنه أراد أن يذهب إلى «بوكر فلات» التماسا للثراء فسأله أوكهيرست: «وحدك؟» فقال الفتى: «لا. لا أعد وحدي. الواقع (وضحك) أني فررت مع «بيني وودز.» ألا تعرفها يا مستر أوكهيرست؟ تلك التي كانت تقوم بالخدمة على المائدة في «تمبرنس هوس.» وقد ظللنا خطيبين زمنا طويلا، ولكن أباها جاك وودز اعترض ففررنا، وكانت وجهتنا بوكر فلات لنتزوج. وها نحن أولاء قد صرنا هنا! وإنا لمتعبون، وإنه لمن الحظ أن قد وجدنا هذا المكان وهذه الرفقة!»
أفضى «الغرير» بهذا كله بسرعة، ثم برزت «بيني» - وهي فتاة وسيمة بدينة في الخامسة عشر من عمرها - من وراء الشجرة حيث كان وجهها لا يرى أحد اضطرامه من الخجل، ودنت بجوادها فحاذت حبيبها.
Shafi da ba'a sani ba